رحلة عبر نهر الحب (حلقات مسلسلة )

-1-
لم يكن يتوقع أن يهجر حجرته الصغيرة 00عصافير الكناريه فى البلكونة ،مكتبه الصغير 00ولكن الحياة مراحل نعبر كل مرحلة فيها ربما تصادفنا جسور 00ونتزود فى رحلتنا بالمودة والتصبر على ألوان الحياة00كانت الشهادة الجامعية نهاية المرحلة 00أمام الحلم يصتطدم الواقع بنا 000
كل فرص العمل لابد من وساطة للتعيين 00الكفاءات ليست مشكلة حتى لو كان تقديره ضعيف فكل الطرق الملتوية ستحل تلك الاشكالية 000
نظر كمال من نافذة الاتوبيس 000وهو يسترسل ذكرياته 00والم فى صدره

من قسوة الايام ، لايشعر بالرضا فى قناعة نفسه 00وما فائدة تلك الشهادة التى فى حقيبته 000فهو حاصل على كلية تجارة خارجية 000
فهل تكون النهاية مجرد عامل فى فندق بالغردقة
فهو لديه قناعة تامة أنه لاحرج فى عمل 000
ولكن أين التخصص وتقسيم العمل
وصل الاتوبيس فى الميعاد المعتاد
دخل كمال الفندق وفى يديه حقيبته
ليجد رسالة من الامن بضرورة التوجه الى مدير الفندق

فقد سأل عليه والشرر يتناثر من عينينه



-2-
لم تكن الأعذار سيدة الموقف 00ولا سعة الصدر لتستوعب ألام الحياة لم ذلك المدير أن يتأخر كمال يوم يزيد عن أجازته المقررة 000فكان العقاب الخصم من راتبه 000
لم تٌعجبه تلك الأفعال ولا تلك التحكمات إنما هى حيثيات واقع مجتمعى فرض الظلم على أبنائه ، وبات العيش فى طياته جمرات تكوى 00ولكنه شعب يرضى حتى لو بالقليل 0
وهو فى عبوسه ووجهه حزين ينادى عليه رفيقه أن إحدى النزلاء يطلب شئ لابد من توصيله له
فيدخل باب الاسانسير وينظر الى لوحة الارقام وتركيزه على الطابق الرابع 00
فتدخل فى الطابق الثالث فتاة يبدو على وجهها الحيرة متلهفة ووجهها مصفر لابد ان أمر دفعها لهذه الحالة قائل
"عذرا لو تكرمتم سنهبط للدور الارضى بسرعة "
تعجب البعض ولم يعرفوا ماهو الامر
ولكن كمال بات فى حيرة من أمر هذه الفتاة وماهو سر حيرتها وماذا تريد
وعند الطابق الارضى سألها
"عذرا سيدتى هل تطلبين شئ "
"عذرا لو سمحت ان بحاجة شديدة للأنسولين لوالدى واتصلت كثيرا أين الصيدلية "
على الفور ترك ما معه وذهب معها مسرعا ليحضر الدواء
فشكرته على شهامته وأخرجت من حقيبتها نقود لتكافئه
ولكنه رفض وغضب بشدة قائلا لها
شكرا سيدتى ولكن ما فعلت ذلك من أجل المال
ولكن 000! عموما حمد لله على سلامته

تعجبت رهف من أمر هذا الشاب ولكنها فى النهاية حمدت الله على سلامة والدها وقصت له ما حدث من أمر هذا الشاب ورفضه المال

ولكن كمال رجع الى نصيبه من العقاب 000فقد اتصل صاحب الطلب طويلا ليصله ولكنه تأخر فإتصال بالمدير وبصوت عال تم توبيخ كمال

وخصم خمسة أيام من راتبه

ونقله الى المطبخ ليقضى يومه الطويل 000فيأتيه الليل ليستريح ولكن باله دائما مشغول

الصدفة وليدة الحدث والحب فلسفة تعامت عن مخيلته فالذهن شارد فى عوامل حيايته ورفض لواقع مرير
أراد أن يتنفس الهواء قليلا فيخرج من المطبخ الكبير الذى تم عقابه فيه 000لينظر قليلا الى البحر ليحادثه عن ألامه
على صخرة صغيرة يجلس يرسم على الرمل حلم وتخيلات بعيد عن الناس 00ينادى البحر فمازالت أمواجه فى صمت من أحزان ليل تكحلت فيه عيون 00!
تعودت رهف أن تنظر هى الأخرى الى البحر عند الغروب تركها والدها وذهب الى الفندق بعدما أخبرته أنها ستلحق به

وهى تنظر بأحد المناظير الكبيرة لتراقب طيور تعبر البحر تقع عدسة المنظار على مكان الصخور من بعيد ولكن هناك شخص يجلس عليها فتقرب المسافات ليظهر وجهه فى عدسة المكبر

لتتكرر صدفة ثانية عامل الفندق
الذى لاتعرفه


-3-
الحياة رحلة فى قطار الحياة 00تقابلنا محطات كثيرة تمر بنا ونعبرها ولكن قد تصادفنا أشياء نقف أمامها بعين الحيرة 00وتأخذنا اليها ربما عين البصيرة 000فالحب فلسفة باقية فى خلودها مادمنا نملك الأرض الخصبة الطيبة الصادقة 000
رجعت رهف الى حجرتها ربما قد يكون أشغلها أمر هذا الشاب 00وربما تريد أن ترد ما فعله معها من مساعدتها 000
فهى لم تعرف اسمه ولكنها تعرفه بملامحه 000
00000
ظل كمال يعانى فى يومه مرارة العقاب ورفضه لواقع متغاير يسود جبين صاحبه من مرارة العيش ليقذف به فى وادى الحزن
ولكنه يمتلك قوة الايمان واليقين فى الله
طلب كمال الاذن ساعة ليذهب الى احدى مكاتب البريد ليرسل حوالة الى والدته بقدر من المال 000وهو يسير على قدميه فى المدينة 000دخل إحدى المحلات ليشترى شئ وقبل أن ينهى طلبه تلمح عينيه رهف وهى تشترى بعض الحاجات 000ومعها صبى صغير ، فتبسم حينما رأها وكأنها الراحة النفسية حينما نقابل وجوه نألفها 000
تردد أن يطلب منها أن يساعدها 000وأمام كبريائه رفض الاقتراب منها خوفا من أن يٌفسر تطفله عليها من أجل المال
فهو مجرد عامل فى فندق هى من أحد النزلاء فيه
أخذ حاجاته وهو يستعد للخروج عند دفع الحساب 000
فتنادى رهف الى من يحاسب على الطلبات
"عذرا لو سمحت حساب الاستاذ عندى "
فينظر اليها كمال 00شكرا سيدتى هذا لايصح
أنا سأدفع الحساب
كان يتمنى كمال لو أن معه مال كثير لدفع هو الحساب ولكن لايقدر
شعر بالحزن وأصر على أنها لاتدفع الحساب
فقالت له رهف
"هل سترفض أيضا أن تركب معنا السيارة الى الفندق"
شعر كمال بالحرج منها ولكنه لم يرفض وركب معها السيارة
سألته
"لم أراك منذ أيام فى أى قسم تعمل الان "
ساد الصمت فترات ورد قائلا

"أعمل حاليا فى المطبخ "


"هل أنت حاصل على مؤهل دراسى ؟"

"نعم معى بكالوريس تجارة خارجية "


فتعجبت رهف حينما عرفت ذلك

وسكتت بعدها حتى وصلت الى الفندق
فطلب كمال منها أن ينزل قبل الفندق 000

فهو ينظر الى الامور دائما بعين البصيرة



-4-
قد نخشى أحيانا من الوقوع فى الحب وتسير قلوبنا فى رحلة ربما لانعرف نهايتها 000ولكن ليس لنا الاختيار ولا التدبر 000يقولون أنها من الاهواء 000ولكن العقل قد يسافر ليترك المملكة للقلب ليديرها00
ظل كمال مستيقظا فى ليله 00لم يعرف ماهو الشئ الذى اجتاحه ليأخذه الى عالم ربما هو فيه الغريب 000
سائلا نفسه ان الناس طبقات وفئات فأين أنا من هؤلاء
حتى مجرد الحلم هو بمثابة جرم
فهو مازال فى عمله يدرك أشياء فى مخيلته ان يدخر المال حتى يرعى اخوته الصغار ويساعد والده فى مرارة العيش
ودائما الحياة أغيار تأتى الشمس فى الصباح وتٌغرب ليأتى بعدها ليل طويل 000
وفى يوم
وكمال مع رفاقه يحملون مستلزمات المطبخ من سيارة كبيرة من الناحية الخلفية 000ورهف مع أبيها لتقف سيارتهما أمامه بعد أن أخبرت رهف والدها 00أن هذا هو الشخص الذى ساعدنى
فذهب اليه ونادى عليها
ليشكره على ما فعله 00ويعطي كارت خاص به اذا احتاج شئ منه
كانت الابجديات الأولى لرحلة حب فى صدره ليعرف من هى ومن تكون إنها بنت أكبر رجل أعمال فى مصر
وليكن حديثه الى نفسه انه المستحيل بعينيه
سافرت رهف مع والدها الى أوربا 00لبعض العلاج لوالدها 000
وأصبح كمال لايراها فقد مرت أيام كان يتحسس فيها ربما يراها ولو صدفة
فقد نتحمل حرارة الايام 00من أجل نسمة ربيعية جملية تجتاح صدورنا وقتما تأخذنا الدنيا لعالم مرير
شعر بالضيق ولكن ربما هو سيل من المشاعر كانت أقوى منه تولدت بعد اشكاليات وحيثيات لابد من توثيقها ولكنها توثقت فى قلبه رغم عنه
ولم يجد من الطرق حتى أخرج الكارت من جيبه واتصل بأحد الأرقام 000لترد عليه السكرتارية بأنه خارج البلاد ومعه الانسة رهف
"لو تكرمتِ أنا من أقاربه أريد رقم هاتفه حتى أطمئن عليه أو رقم الانسة رهف"
رفضت السكرتارية أن تعطيه الأرقام
مما أصابه كثير من الغضب ولم يعرف ماذا يفعل ؟
وبعدها بيومين ينادى عليه رفيقه
"كمال ربما أحد يريدك على الهاتف "

تعليقات
0 تعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق