|
مشكلة الديموقراطية أساسا أنها تفترض ان كل الناس متخصصين في كل موضوعات الحكم و أن الجميع لديه وعي متساوي و بالتالي فكل الناس تستحق أصواتا إنتخابية متساوية ! ثم أنها تحتكم في النهاية إلي رأي الأغلبية لأن إحتمالية أن تكون الأقلية على خطأ اعلى من إحتمالية أن تكون الأغلبية على خطأ !! يعني هم يفترضون أن الوعي الفردي متساوي و متفاوت في نفس ذات الوقت !!!
لكن لا, أصحاب فكرة الديموقراطية لم يكونوا مهتمين أساسا بما إذا كان القرار الديموقراطي النهائي صواب أو خطأ أصلا .. فجوهر فكرة الديموقراطية هي أن يرضى الناس عن الحكم متوهمين ان الحكم خاضع لهم و لاهواءهم و أمزجتهم. جوهر فكرة الديموقراطية هو الرضا الشعبي و الإستقرار السياسي قبل أي شئ آخر .. و ليس إنتاج قرارات و سياسات إقتصادية و إجتماعية فعالة : لان ما لزوم السياسة الفعالة الناجحة إن لم يرضا عنها الناس و يقبلوها لكي ينفذوها ؟!! هل ستجبر الناس على السعي نحو مصلحتهم ؟ هل ستجبر الناس على ان يكونوا أغنياء و متعلمين و سعداء ؟!!
لكن ما قيمة رضا الناس عن سياسات الدولة إذا كانت الدولة فاشلة ؟!! و هل سيرضا الناس عن الدولة لو رضخت لرغباتهم و فشلت ؟!! هم سيثوروا في النهاية أيضا لأن الدولة فشلت في القيام بدورها. على الأقل لو قامت الدولة بفعل ما هو صواب بالقوة و الإجبار و تحملت غضب الناس و سخطهم في البداية .. ستنتصر في النهاية على المشاكل و سيرضا الناس عنها. فلا شك أن الهزيمة يتيمة و النصر له ألف أب.
نعم, الناس تتفاوت في التعليم و العلم و الذكاء و الثقافة و الوعي .. و هناك في قمة الهرم العلمي المعرفي ناس فطاحل عباقرة علماء مبدعين, و في قاع الهرم ناس أميين جهلة أغبياء هم أقرب ما يكونوا إلي الشمبانزي العادي لكن يعتبرون أنفسهم بشر على نفس القدر من المساواة مع الكائنات التي في أعلى الهرم العلمي المعرفي التقني. إنه الكبرياء البشري اللعين, الغرور و النرجسية التي تعمي الإنسان عن جهله و غباؤه و تعفيه من السعي للمعرفة و التعلم و الترقي.
و بسبب الديموقراطية الحمقاء هذة تقود الغالبية الجاهلة الأقل علما و وعيا الأنظمة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية بجهلها و غباءها النسبي .. و تتسبب في الكوارث و المصائب للاغلبية و الأقلية على حد السواء.
ثم إنك مادمت أقل وعيا و علما و ثقافة فستخضع شئت ام أبيت لكل من يريد أن ينصب عليك أو يخدعك .. دعاة الخرافات الدينية سيتبولون في دماغك الفارغ و من يملكون المال و النفوذ سيلعبون بنفس الدماغ كرة شراب : بحيث في النهاية ستعيش حائرا بين تحقيق مصلحة رجال الدين أم تحقيق مصلحة رجال المال !!
نعم, كل شعوب العالم تحتاج إلي وصاية عليها .. ليس وصاية من فرد خارق العلم و الذكاء بل من طبقة مصنوعة و منتخبة إنتخاب صناعي آلي : هي الطبقة الأكثر علما و إبداعا و ذكاء في المجتمع. الرجال إكس, التطور الطبيعي لجنس القرد البشري, آباء العلم و التقنية و الذكاء. اعلى مستويات الـ (IQ) و أهم المتفوقين علميا و تقنيا .. يتم تحديدهم بواسطة إختبارات ذكاء و إختبارات علمية موضوعية لتحديدهم و هم في أول حياتهم, ثم يتم تنشئتهم و تعليمهم لإستفزاز مهاراتهم و إبدعاتهم حتى يتولوا الحكم في النهاية حسب نجاحاتهم العملية على أرض الواقع.
طبعا هناك من سيبرر الديموقراطية بأن هناك شعوب واعية و أخرى أقل وعيا, و هذا تحايل سخيف بلا معنى .. لأن المسألة نسبة و تناسب. يعني بالفعل شعوب مثل الشعب الألماني أو الياباني أو السويدي هي من أكثر الشعوب وعيا و علما و وثقافة بحيث يعتبر الفرد العادي منهم – و الذي تم إستثمار آلاف الدولارات في صحته و ذكاؤه و تعليمه – هو عالم عبقري بالنسبة للفرد في الشعوب المتخلفة. لكن نفس هذا الفرد الواعي المثقف سيكون بالنسبة للعالم الألماني أو الياباني العبقري في الإقتصاد مثلا هو أقل وعيا و علما بمراحل في الإقتصاد .. ففي النظام التكنوقراطي (حكم أهل العلم و الصنعة) سيكون كل نخبة حاكمة في مجالها : فكيف ستكون المقارنة بين الفرد المثقف العادي و العالم المتخصص في مجاله و على ملعبه ؟!!
إدي العيش لخبازه و لو كل نصه .. و مع ذلك فبالنظام العلمي التكنوقراطي لن يحصل أي عالم او مخترع على مستوى معيشي أعلى من الباقي, بل سيعيش الجميع في شيوعية حقيقية حيث لا طبقات مالية يحددها كم الورق الملون الذي يمتلكه الناس : بل طبقية علمية عقلية حيث يكون الناس الأكثر علما و ذكاء هم المتحملين للمسئولية و القيادة الفعالة الذكية للمجتمع .. لكنهم لن يحصلوا على مميزات مادية مقابل ذلك. فالتكنوقراطية ليست ديموقراطية و ليست اوليجاركية (حكم القلة لمنفعتهم الخاصة) كما يحدث حاليا في الدول الرأسمالية : فكل دول العالم المعاصرة لها ظاهر ديموقراطي و باطن أوليجاركي.
و إذا كانت هناك دولة متخلفة لديها علماء أقل عددا و أقل علما و تخصصا من علماء دول أخرى, فلا مانع من إستيراد علماء عباقرة من دول أخرى متقدمة .. في الحقيقة فكرة الدولة العلمية التكنوقراطية هي فكرة أممية كوزموبوليتانية لا تعبأ بأوطان أو قوميات او أعراق : فالكوكب واحد و العلم واحد و الإنسانية واحدة لذلك نحتاج إلي قيادة واحدة ذكية تعمل من أجل رفعة الإنسانية و ديمومة الأرض كوطن يتسع للجميع.
لكن حتى إذا لم توافق الأممية هوى في البداية فكل وطن له نخبة علمية ذكية خاصة به, بغض النظر عن مستواهم عالميا .. و مادمت ترفض إستيراد مدرب اجنبي للوزارة الوطنية فعليك أن تعمل بادواتك المتاحة. إشتغل بأعلم علماءك الموجودين و دعم جيل جديد من الطلبة المتفوقين لكي يكونوا علماء المستقبل و قادة أفضل للمجتمع. لكن أن يُترك أمور الحكم لصعود و هبوط الصوت الإنتخابي, أن يُترك الإقتصاد لصعود و هبوط الأسهم في البورصة, أن يُترك الفن و الثقافة لصعود و هبوط المستوى الثقافي .. فهو أكثر السياسات حماقة على الإطلاق.
لكن لا, أصحاب فكرة الديموقراطية لم يكونوا مهتمين أساسا بما إذا كان القرار الديموقراطي النهائي صواب أو خطأ أصلا .. فجوهر فكرة الديموقراطية هي أن يرضى الناس عن الحكم متوهمين ان الحكم خاضع لهم و لاهواءهم و أمزجتهم. جوهر فكرة الديموقراطية هو الرضا الشعبي و الإستقرار السياسي قبل أي شئ آخر .. و ليس إنتاج قرارات و سياسات إقتصادية و إجتماعية فعالة : لان ما لزوم السياسة الفعالة الناجحة إن لم يرضا عنها الناس و يقبلوها لكي ينفذوها ؟!! هل ستجبر الناس على السعي نحو مصلحتهم ؟ هل ستجبر الناس على ان يكونوا أغنياء و متعلمين و سعداء ؟!!
لكن ما قيمة رضا الناس عن سياسات الدولة إذا كانت الدولة فاشلة ؟!! و هل سيرضا الناس عن الدولة لو رضخت لرغباتهم و فشلت ؟!! هم سيثوروا في النهاية أيضا لأن الدولة فشلت في القيام بدورها. على الأقل لو قامت الدولة بفعل ما هو صواب بالقوة و الإجبار و تحملت غضب الناس و سخطهم في البداية .. ستنتصر في النهاية على المشاكل و سيرضا الناس عنها. فلا شك أن الهزيمة يتيمة و النصر له ألف أب.
نعم, الناس تتفاوت في التعليم و العلم و الذكاء و الثقافة و الوعي .. و هناك في قمة الهرم العلمي المعرفي ناس فطاحل عباقرة علماء مبدعين, و في قاع الهرم ناس أميين جهلة أغبياء هم أقرب ما يكونوا إلي الشمبانزي العادي لكن يعتبرون أنفسهم بشر على نفس القدر من المساواة مع الكائنات التي في أعلى الهرم العلمي المعرفي التقني. إنه الكبرياء البشري اللعين, الغرور و النرجسية التي تعمي الإنسان عن جهله و غباؤه و تعفيه من السعي للمعرفة و التعلم و الترقي.
و بسبب الديموقراطية الحمقاء هذة تقود الغالبية الجاهلة الأقل علما و وعيا الأنظمة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية بجهلها و غباءها النسبي .. و تتسبب في الكوارث و المصائب للاغلبية و الأقلية على حد السواء.
ثم إنك مادمت أقل وعيا و علما و ثقافة فستخضع شئت ام أبيت لكل من يريد أن ينصب عليك أو يخدعك .. دعاة الخرافات الدينية سيتبولون في دماغك الفارغ و من يملكون المال و النفوذ سيلعبون بنفس الدماغ كرة شراب : بحيث في النهاية ستعيش حائرا بين تحقيق مصلحة رجال الدين أم تحقيق مصلحة رجال المال !!
نعم, كل شعوب العالم تحتاج إلي وصاية عليها .. ليس وصاية من فرد خارق العلم و الذكاء بل من طبقة مصنوعة و منتخبة إنتخاب صناعي آلي : هي الطبقة الأكثر علما و إبداعا و ذكاء في المجتمع. الرجال إكس, التطور الطبيعي لجنس القرد البشري, آباء العلم و التقنية و الذكاء. اعلى مستويات الـ (IQ) و أهم المتفوقين علميا و تقنيا .. يتم تحديدهم بواسطة إختبارات ذكاء و إختبارات علمية موضوعية لتحديدهم و هم في أول حياتهم, ثم يتم تنشئتهم و تعليمهم لإستفزاز مهاراتهم و إبدعاتهم حتى يتولوا الحكم في النهاية حسب نجاحاتهم العملية على أرض الواقع.
طبعا هناك من سيبرر الديموقراطية بأن هناك شعوب واعية و أخرى أقل وعيا, و هذا تحايل سخيف بلا معنى .. لأن المسألة نسبة و تناسب. يعني بالفعل شعوب مثل الشعب الألماني أو الياباني أو السويدي هي من أكثر الشعوب وعيا و علما و وثقافة بحيث يعتبر الفرد العادي منهم – و الذي تم إستثمار آلاف الدولارات في صحته و ذكاؤه و تعليمه – هو عالم عبقري بالنسبة للفرد في الشعوب المتخلفة. لكن نفس هذا الفرد الواعي المثقف سيكون بالنسبة للعالم الألماني أو الياباني العبقري في الإقتصاد مثلا هو أقل وعيا و علما بمراحل في الإقتصاد .. ففي النظام التكنوقراطي (حكم أهل العلم و الصنعة) سيكون كل نخبة حاكمة في مجالها : فكيف ستكون المقارنة بين الفرد المثقف العادي و العالم المتخصص في مجاله و على ملعبه ؟!!
إدي العيش لخبازه و لو كل نصه .. و مع ذلك فبالنظام العلمي التكنوقراطي لن يحصل أي عالم او مخترع على مستوى معيشي أعلى من الباقي, بل سيعيش الجميع في شيوعية حقيقية حيث لا طبقات مالية يحددها كم الورق الملون الذي يمتلكه الناس : بل طبقية علمية عقلية حيث يكون الناس الأكثر علما و ذكاء هم المتحملين للمسئولية و القيادة الفعالة الذكية للمجتمع .. لكنهم لن يحصلوا على مميزات مادية مقابل ذلك. فالتكنوقراطية ليست ديموقراطية و ليست اوليجاركية (حكم القلة لمنفعتهم الخاصة) كما يحدث حاليا في الدول الرأسمالية : فكل دول العالم المعاصرة لها ظاهر ديموقراطي و باطن أوليجاركي.
و إذا كانت هناك دولة متخلفة لديها علماء أقل عددا و أقل علما و تخصصا من علماء دول أخرى, فلا مانع من إستيراد علماء عباقرة من دول أخرى متقدمة .. في الحقيقة فكرة الدولة العلمية التكنوقراطية هي فكرة أممية كوزموبوليتانية لا تعبأ بأوطان أو قوميات او أعراق : فالكوكب واحد و العلم واحد و الإنسانية واحدة لذلك نحتاج إلي قيادة واحدة ذكية تعمل من أجل رفعة الإنسانية و ديمومة الأرض كوطن يتسع للجميع.
لكن حتى إذا لم توافق الأممية هوى في البداية فكل وطن له نخبة علمية ذكية خاصة به, بغض النظر عن مستواهم عالميا .. و مادمت ترفض إستيراد مدرب اجنبي للوزارة الوطنية فعليك أن تعمل بادواتك المتاحة. إشتغل بأعلم علماءك الموجودين و دعم جيل جديد من الطلبة المتفوقين لكي يكونوا علماء المستقبل و قادة أفضل للمجتمع. لكن أن يُترك أمور الحكم لصعود و هبوط الصوت الإنتخابي, أن يُترك الإقتصاد لصعود و هبوط الأسهم في البورصة, أن يُترك الفن و الثقافة لصعود و هبوط المستوى الثقافي .. فهو أكثر السياسات حماقة على الإطلاق.
الخلاصة :
الحكم نوعان لا ثالث لهما : حكم العلماء الأذكياء .. أو حكم الجهلة الأغبياء.
|