|
ضبابا إجتاح الواقع لـ يفسح مجالا آخر لكائن ظل حبيسا داخلى اجيالا متتابعة ... كان خروجه ايذانا بعودة هذا العفريت الطيب ... هذاالذى قرر الهروب ، و الانزواء فجأة وعاد فجأة ...
مع خروجه عاد" الدكتور جيكل " الى الحياة .. بعد أن سيطر "مستر هايد الشرير عليه "...
لم اسميه ، فقد سمى نفسه بنفسه ، وعاد ليكمل حلقة من حياة ماضية .. ربما عاد ليكتشف شىء من الروح انفصل يوما عن الجسد فـ اختار الاعتزال مذهبا
" مرحبا هل لازلت تذكرنى
" انت ؟!!! كيف عدت ؟ وكيف شخصت وانا فى نفس المكان
" عدت من اجلك .. عدت كى تعود .. فهلا بقيت معى
لم يكن لدى خيارا .. فقد كان املى ان نظل سويا ... لا يمكن لـ إنسان ان يظل ملاكا طوال الوقت ، ولاشيطانا كذلك ...
توقفت عجلة الحياة بمجرد وجوده معى فى نفس المكان ... ولبثنا نعيش الواقع بعيون اخرين انضمت الينا بعد خروجها من توابيتها المفتوحة ... فـ نسير كـ الاشباح بين البشر نسمعهم ونراهم وهم لا يشعرون .
اندهشت كثيرا لما يحدث ، وتوقف فهمى كما توقف زمنى .. فعدت لـ التسائل
"هل متنا ؟
" و لماذا تسأل ؟ هل تشعر بالموت ؟
"كيف لنا أن نسير بين الناس ولا يرونا
"وإذا كان الناس لا يروا الا ما يروه ويسمعون ما يسمعون ، فـ لما يروك ويسمعوك
زادت كلماته من دهشتى .. فصمت ومضيت معه فى طريقه نسمع هذا ، وذاك نتسكع بين هؤلاء ... لا شعور لدينا بالجوع ولا الخوف ... الاخرون ممن يسيرون فى طريقنا يتضاعفون فى صمت ... انتبهت لاول مرة ان ملامحنا اصبحت واحدة واعمارنا واحدة .. وكأن جسدا واحد استنسخ منه مئات الاجساد والشخوص ... طال الطريق حتى يئست من نهايته ..فـ ازفر فى ضيقا طالبا العودة ... فضحك منى ساخراً ضيقى وغضبى .. فرددته فى عنف
" اشتقت لاحبابى
" ترى وهل يشتاقون اليك ؟ ربما نسوا فقد مر حينا من الدهر
" اى دهرا .. لم يمر علينا الا ساعة او يزيد
" وماذا تعنى لك ساعة .. وماذا يعنى الزمن .. ربما تكون الساعة دقيقة وربما أكثر
تمسكت بعودتى .. فوافق فى حزن ، وعدنا ، ومع عودتى وجدته يتقازم فى بطء حتى وصلت بيتى. فـ اختفى وهو يبكى
،
و
وأخيرا
توقف الزمن
تمت
|