|
منازل النفس المسلمة :
يمكن تصور منازل النفس المسلمة على أنها تتدرج إلى مستويات من التزكية والتدني ،
وهناك المكون الأوسط الذي يحدد توجه الإنسان ومسيرته ويتميز بالإرادة المنفذة والقدرة على التمييز ويمكن أن نطلق عليه النفس المريدة المنفذة ،
وهذا المكون هو الذي يسيطر عليه العقل والإرادة ويتحكم في سلوك الفرد ويحاسب على أساسه .
فإذا استجاب هذا المكون لما يعلوه فإنه يرقى ويسمو في منازل الرقي بالنفس ،
فيبدأ ب(النفس اللوامة) والتي تلوم نفسها على فعل المعاصي أو تتأرجح بين الخير والشر وتحاول اجتناب الآثام والذنوب قدر وسعها وتستغفر إذا أذنبت وتشعر بتأنيب الضمير ومن ثمة تعدل من سلوكها إلى الخير والعمل الصالح لتمحو ما سبقها من أعمال سيئة .
وإذا ما ارتقت النفس في مراتب الرقي وصلت إلى النفس المطمئنة
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد : 8 .
وإذا ما وصلت النفس إلى مستويات أرقى من القرب إلى الله والاطمئنان إلى محبته صارت تتلذذ بالطاعة وتنعم بها لتصبح لذة في حد ذاتها وينعم عليها المولى سبحانه وتعالى بأشكال من الرضا لتصبح راضية مرضية ،
حيث منازل الرضا العليا التي لا حدود ولا نهاية لها . وهي متأسية في ذلك بخير خلق الله الرسول عليه الصلاة والسلام .
ويؤيد ذلك الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الله سبحانه وتعالى ويقول فيه :
" ... وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيَ بِأَفْضَلَ مِنْ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِيَ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالْنَّوَافِلِ حَتَّىَ أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِيْ يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِيْ يَمْشِيَ عَلَيْهَا وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَ نِيَّ لَأَعِذْنّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِيْ عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَلَتَهُ" رواه البخاري في صحيحة .
وعلى الطرف المقابل يتجه الفرد إلى أفعال السوء والظنون الباطلة ويشكك بالحق والحقيقة وهو ما يطلق عليه النفس الأمارة بالسوء
وهي تعتقد أن في ذلك مصلحتها وفائدتها وهو بلا شك فيه هلاكها وموتها . وتظل هذه النفس أسيرة دائرة الإشباعات واللذات الجسدية والوقتية التي تستغرقها وتستنفذ طاقاتها وتسيرها وتسيطر عليها بل وتستعبدها . ويزين لها كل من شياطين الإنس والجن ذلك لتسرف على نفسها غاية الإسراف .
فإذا تمادت هذه النفس في إسرافها وتدنت في مراتب التدني صارت نفسا قلقة مضطربة وهي التي تسودها حياة القلق والاضطراب واللهو والصراعات المادية الدنيوية حيث التنافس المادي البغيض على الدنيا وشهواتها من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث وغيرها من مستجدات العصر الحديث .
وتصل النفس في تماديها من التدني إلى النفس الكئيبة الضنكة وهي التي تسودها حياة الضنك والكآبة وتسيطر عليها الذنوب والمعاصي وتسيطر عليها حياة الترف والمفاسد لتجعل من حياتها ضنكا يسودها الفساد وانعدام البركة وغضب من الله أكبر .
ويبسط الله لهذه النفس لتثبت عليها الإدانة وتكون مبلسة حيث تتمادى في البعد عن الله وسوء التدبير والمكر :
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} الأنفال : 30 .
وتصل النفس إلى أدنى مراتب التدني وتصبح نفسا مسودة حيث يسود الوجه والقلب ويغطي عليها الفساد والاسوداد والذنوب والمعاصي لتصير حياتها لا خير فيها ولا صلاح ،
فقد صار الإنسان فيها متماديا ومبتعدا عن الله كثيرا ومبارزا له بالمعاصي وقانا الله وإياكم من ذلك .وهي التي تسير في طاعة الله ومحبته وتطمئن إلى ذلك وتصفو في درجات العبادة والقربى من الله يسودها المحبة والوئام ويحفها الود والسلام ويسيطر على قلبها الاطمئنان خاصة بذكر الله وطاعته : وهي التي تسودها الشهوة والإشباعات الفورية واللذات الوقتية دون رادع من ضمير أو خلق .
يمكن تصور منازل النفس المسلمة على أنها تتدرج إلى مستويات من التزكية والتدني ،
وهناك المكون الأوسط الذي يحدد توجه الإنسان ومسيرته ويتميز بالإرادة المنفذة والقدرة على التمييز ويمكن أن نطلق عليه النفس المريدة المنفذة ،
وهذا المكون هو الذي يسيطر عليه العقل والإرادة ويتحكم في سلوك الفرد ويحاسب على أساسه .
فإذا استجاب هذا المكون لما يعلوه فإنه يرقى ويسمو في منازل الرقي بالنفس ،
فيبدأ ب(النفس اللوامة) والتي تلوم نفسها على فعل المعاصي أو تتأرجح بين الخير والشر وتحاول اجتناب الآثام والذنوب قدر وسعها وتستغفر إذا أذنبت وتشعر بتأنيب الضمير ومن ثمة تعدل من سلوكها إلى الخير والعمل الصالح لتمحو ما سبقها من أعمال سيئة .
وإذا ما ارتقت النفس في مراتب الرقي وصلت إلى النفس المطمئنة
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد : 8 .
وإذا ما وصلت النفس إلى مستويات أرقى من القرب إلى الله والاطمئنان إلى محبته صارت تتلذذ بالطاعة وتنعم بها لتصبح لذة في حد ذاتها وينعم عليها المولى سبحانه وتعالى بأشكال من الرضا لتصبح راضية مرضية ،
حيث منازل الرضا العليا التي لا حدود ولا نهاية لها . وهي متأسية في ذلك بخير خلق الله الرسول عليه الصلاة والسلام .
ويؤيد ذلك الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الله سبحانه وتعالى ويقول فيه :
" ... وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيَ بِأَفْضَلَ مِنْ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِيَ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالْنَّوَافِلِ حَتَّىَ أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِيْ يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِيْ يَمْشِيَ عَلَيْهَا وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَ نِيَّ لَأَعِذْنّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِيْ عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَلَتَهُ" رواه البخاري في صحيحة .
وعلى الطرف المقابل يتجه الفرد إلى أفعال السوء والظنون الباطلة ويشكك بالحق والحقيقة وهو ما يطلق عليه النفس الأمارة بالسوء
وهي تعتقد أن في ذلك مصلحتها وفائدتها وهو بلا شك فيه هلاكها وموتها . وتظل هذه النفس أسيرة دائرة الإشباعات واللذات الجسدية والوقتية التي تستغرقها وتستنفذ طاقاتها وتسيرها وتسيطر عليها بل وتستعبدها . ويزين لها كل من شياطين الإنس والجن ذلك لتسرف على نفسها غاية الإسراف .
فإذا تمادت هذه النفس في إسرافها وتدنت في مراتب التدني صارت نفسا قلقة مضطربة وهي التي تسودها حياة القلق والاضطراب واللهو والصراعات المادية الدنيوية حيث التنافس المادي البغيض على الدنيا وشهواتها من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث وغيرها من مستجدات العصر الحديث .
وتصل النفس في تماديها من التدني إلى النفس الكئيبة الضنكة وهي التي تسودها حياة الضنك والكآبة وتسيطر عليها الذنوب والمعاصي وتسيطر عليها حياة الترف والمفاسد لتجعل من حياتها ضنكا يسودها الفساد وانعدام البركة وغضب من الله أكبر .
ويبسط الله لهذه النفس لتثبت عليها الإدانة وتكون مبلسة حيث تتمادى في البعد عن الله وسوء التدبير والمكر :
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} الأنفال : 30 .
وتصل النفس إلى أدنى مراتب التدني وتصبح نفسا مسودة حيث يسود الوجه والقلب ويغطي عليها الفساد والاسوداد والذنوب والمعاصي لتصير حياتها لا خير فيها ولا صلاح ،
فقد صار الإنسان فيها متماديا ومبتعدا عن الله كثيرا ومبارزا له بالمعاصي وقانا الله وإياكم من ذلك .وهي التي تسير في طاعة الله ومحبته وتطمئن إلى ذلك وتصفو في درجات العبادة والقربى من الله يسودها المحبة والوئام ويحفها الود والسلام ويسيطر على قلبها الاطمئنان خاصة بذكر الله وطاعته : وهي التي تسودها الشهوة والإشباعات الفورية واللذات الوقتية دون رادع من ضمير أو خلق .
|