|
بيت الشعر الذي قتل صاحبه..
روي أن خلافاً قد حدث بين الشاعر المتنبي والحاكم وقتها وهو سيف الدولة
الحمداني, وقد كتب المتنبي قصيدة-تضمنت هذا البيت- يسترضي بها الحاكم
ولكنها لم تأتي بأي نتيجة, وعليه فقد قرر الشاعر أن يرحل إلى مصر وقام
بمدح حاكمها كافور الإخشيدي ولكنه لم يلقى منه أي تقدير, فقام المتنبي
بهجائه (ذمه) وقرر العودة إلى الكوفة وهو في طريق العودة تعرض له بعض
أعدائه لينتقموا منه بسبب هجوه لهم
فحاول الهرب لينجو منهم وهنا قال له
مرافقه أتهرب وأنت القائل
(الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم)
وهنا شعر المتنبي بالحرج الشديد وأخذته الشجاعة والحمية وقرر المواجهة
وقتل في هذه المواجهة التي لم يكن كفء لها, وقيل أن هذا البيت قد قتل
صاحبه
وهذه هي القصيدة كاملة..
وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ..وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
ما لي أُكَتِّـمُ حُبًا قَدْ بَـرَى جَسَـد..وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ
إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ..فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ..وَقد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
فكـانَ أحْسَـنَ خَلقِ الله كُلّهِـمِ..وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ..فِـي طَيّـهِ أسَفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ..لَكَ المَهـابَةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا..أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً..تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ..وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ..تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي..فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
أُ
عِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً..أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ..إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَمُ
سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا..بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي..وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا..وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي..حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً..فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
وَمُهْجَـةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها..أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ..وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
وَمُرْهَفٍ سـرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ..حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
*(الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُني..وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ)
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً..حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَـارِقَهُـمْ..وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ..لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا..فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ..إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
كم تَطْلُبُـونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ..وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي..أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ..يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ..لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَـنْ مَيامِنِنـا..لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا..أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ..وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ..شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيـهِ والرَّخَـمُ
بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ..تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ..قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ
روي أن خلافاً قد حدث بين الشاعر المتنبي والحاكم وقتها وهو سيف الدولة
الحمداني, وقد كتب المتنبي قصيدة-تضمنت هذا البيت- يسترضي بها الحاكم
ولكنها لم تأتي بأي نتيجة, وعليه فقد قرر الشاعر أن يرحل إلى مصر وقام
بمدح حاكمها كافور الإخشيدي ولكنه لم يلقى منه أي تقدير, فقام المتنبي
بهجائه (ذمه) وقرر العودة إلى الكوفة وهو في طريق العودة تعرض له بعض
أعدائه لينتقموا منه بسبب هجوه لهم
فحاول الهرب لينجو منهم وهنا قال له
مرافقه أتهرب وأنت القائل
(الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم)
وهنا شعر المتنبي بالحرج الشديد وأخذته الشجاعة والحمية وقرر المواجهة
وقتل في هذه المواجهة التي لم يكن كفء لها, وقيل أن هذا البيت قد قتل
صاحبه
وهذه هي القصيدة كاملة..
وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ..وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
ما لي أُكَتِّـمُ حُبًا قَدْ بَـرَى جَسَـد..وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ
إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ..فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ..وَقد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
فكـانَ أحْسَـنَ خَلقِ الله كُلّهِـمِ..وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ..فِـي طَيّـهِ أسَفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ..لَكَ المَهـابَةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا..أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَمُ
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً..تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ..وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ..تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي..فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
أُ
عِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً..أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ..إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَمُ
سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا..بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي..وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا..وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي..حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً..فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
وَمُهْجَـةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها..أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ..وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
وَمُرْهَفٍ سـرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ..حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
*(الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُني..وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ)
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً..حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَـارِقَهُـمْ..وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ..لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا..فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ..إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
كم تَطْلُبُـونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ..وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي..أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ..يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ..لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَـنْ مَيامِنِنـا..لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا..أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ..وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ..شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيـهِ والرَّخَـمُ
بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ..تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ..قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ
|