عند شروق الحب (حلقات مسلسلة)

مازلنا نقول عن الحب كلمة وتقول لنا قصصه كلمات 000! نحاول دائما الابحار فى واقع يراه كل منا من نافذته الى الحياة 000! فقد تتغلظ القلوب أمام تبعية الحاجة ودائما نبحث عن الذات القريبة والبعيدة فى أذهاننا لنصل ربما الى شاطئ النجاة ونحسبه النهاية ولكن تتبعه ترادفات حياتية لن تكتمل الصورة 000! فدائما نقول لأنفسنا عيش يومك السعيد فربما لن يأتى مثله 000! وكما يقول عمر الخيام
فاغنم من الحاضر لذاته فليس فى طبع الليالى الامان
ولكنى مازلت أؤمن بالقدر فى خيره وشره
ونحتسب من نحب فى قلوبنا تتعانق لذة الروح لتشم رائحة من عبير جنة المحبين على الارض
عند شروق الحــــــــــــــــب

-1-
صوت المذيع فى الصالة الرئيسية ينادى 000! الرحلة المتوجهة الى انقرة رقم 161 ستقلع الطائرة بعد ساعة من الان فعلى جميع الركاب الاستعداد للتوجه للطائرة 000!
أخرج عمر من حقيبته أوراقه 000! وبدأ يرتبها وهو شارد يتذكر اشكاليات ومشدات بينه وبين أهله فى اشكاليات اجتماعية تخصه فهو يعمل فى احدى المؤسسات الاقتصادية بالقاهرة 000! وهو فى بعثة لمدة 6شهور فى تركيا 000! وفى سرحانه تقع ورقة من جيبه 000! وهو لايدرى فليتقطها صبى صغير 000! ويذهب الى الى رفيقته راما ويتشادى فى حوريات طفولية 000! لقد أخذ طارق بطاقة من الارض هكذا قالت رهف أخته وتستغرب راما لحديث الصبية فتنظر ما بأيديهم وحوارهم فتأخذه منهم 000! قامت راما مسرعة الى المذيع فى صالة الانتظار ليبلغ عن هذا الشئ ليعود لصاحبه 000!
فينادى المذيع
السيد عمر حسين يوجد شئ يخصك برجاء التوجه الينا 0000!

وهو يشرب قهوته المفضلة يسمع اسمه 000! فيذهب فيجد فعلا أنه افتقد ذلك الخطاب الرسمى 000! فيقول عمر
كيف وجدتموه 000! فيشير الى راما 000! الاستاذة هى من وجدت الشئ 000!
ذهب عمر اليها ليشكرها على هذا الصنيع 000!وفى حياء منها ونبرة حزن دامعة
ما فعلت شئ الله يحفظك
لم تنظر راما اليه ولكنه أدهشته نبراتها الحزينة ولكن لم يٌثقل نفسه 000! فهى تحفظت فى كلماته معربة له أنه لاشكر على واجب
تمنى عمر أن تطول ساعات الانتظار فى هذه الصالة 000! تناسى ما ألم به 000! يقرأ جريدته 000! ولكنه ينظر اليها 000! وهى محتبسة الانفاس فى ألامها تسترسل فى صمتها 000! فيأخذها من الصمت طارق ورهف فتفتح حقيبتها 000! وتٌخرج لهم الشيكولا 00! وتمسح على شعرهم 000! وتأخذهم فى حضنها تارة 00! ودموع تختنق خلف نظارتها السمراء 000! وعمر يتعقب ثباتها ودون قيد يخلتس نظراته اليها 000! ويتباحث مع نفسه 000!


-2-
قائلا لنفسه حتى اللحظة الجميلة فى حياتى قصيرة ستركب هى طائرة فى طريق وأنا سأمضى فى طريق 000!
قام وخرج من الصالة واقفا على أبوابها 000! وفى عيون الأخرين يتباحث شروده يأخذه الفكر فى أجندته ومشواره الى انقرة 000! وترتيب أوراقه وأفكاره يتذكر والدته 000! واخوته ويمسك تليفونه ينظر الى صور كل من يعرفه 0000! وعلى سلم الطائرة يصعد ويجلس على مقعده 000! وتٌقلع الطائرة ضحك فى نفسه وتباسم 000! صورة جميلة يراها لأول مرة لحواء ويتأثر بها ويميل برأسه حزنا لأنها كانت ثوانى من عمره 000 ويحاول التناعس 000! فقد رأى أنه أفضل 000! والحركة تتسابق فى الطائرة 000! فتوقظه المضيفة من شتات فكره


"هل ستأكل هنا أم فى الكافتريا 0000؟ "
"شكرا لك لن أتناول شئ"
وتلمح عينيه ذلك الطفلين طارق ورهف 000! وهما يتشاكسان ويسيران فيقول طارق _ رهف 000! انظرى الى هذا الرجل انه لايحافظ على اوراقه يجب أن تضربه المعلمة بالعصا 000!
ويلوح له بيديه 0000!
فينتبه عمر واقفا وينظر اليهم 000! ثم يترك مكانه مسرعا 000! متتبعا لهم فيجد ها فى الكافتريا 000!تطلب طعام للأولاد


-3-
ظل واقفا ينظر اليها 00! وتمادى فى نظراته اليها 000! إستشعر خجلا من نفسه 00! ما هذا ؟ هل كلما رأيت أحدا سيكون حالك هكذا 000! تباحث مع نفسه 000! أخذ طبق من الحلوى وجلس 000! وهو خجل 00! من نفسه
فإذا طارق يرفع شوكة وبها قطعة لحم ويشير اليه 000! فتنظر راما متعجبة الى من يشير هذا الولد ؟000! فتجد ذلك الشاب الذى كان فى صالة المطار 000! فيبادره عمر 000! فينفلت طارق من يديها ذاهبا اليه 000! وهى تنادى عليه 000! فيقول له مااسمك؟
أنا عمر حسين
وانت
انا طارق أنا بحبك تعالى نلعب سويا
فتأتى راما لتأخذه 00! عذرا أستاذ000! هيا يا طارق 000!
فيتعاند طارق 000! فيقول له عمر 000!
هيا يا حبيبى اسمع كلام ماما 000!
فتأخذه ويزداد إعتراضه أريد أن ألعب معه 00! كيف الثوانى تستطيع أن تبنى مادة الحب والتألف 000! كيف يستطيع الانسان أن يستقبل تلك النسمة الجميلة لتجتاح خريف الايام 00! أهى الطبيعة التى تبهرنى بالجذب 00! أم أنها عوامل الجاذبية 000!
وصلت الطائرة الى انقرا 00! وهو يتباطئ الخطوات ليتلصص من بعيد 000! لايريد أن تنتهى تلك اللوحة الجميلة 000! وعلى باب المطار وقفا الاثنين 000! نظرت اليه راما باستغراب 000! فى كل مكان ترى ذلك الشاب 000! ربما الصدفة 000!
وتنظر الى ساعتها بضيق والاولاد فى يديها وتخرج تليفونها 000! ومشدات كلامية فيقول لها من تتصل به لم أستطع الحضور السائق فى الطريق اليك 000!
تبحث عن طارق فلم تجده فنظرت اليه فوجدته واقفا مع عمر 000!
عذرا أخى
أرجوك إتركيه سأبقى معكم ان سمحتى 000! حتى00!
أخى ان السائق فى الطريق 00! ولايجوز أن تبقى معنا 000!
وها هى السيارة وقفت 000! فأخذت الأولاد وركبت 000! نسى عمر أنه لايعرف الفندق الذى سيذهب اليه فأشار بسرعة اليهم
ليتكلم مع السائق 000! أين ذلك الفندق؟
أنه فى طريقنا 00! إن سمحتى أستاذة راما نأخذه معنا000!
أحست راما بأنه غريب وبدأت تنتبه لتخبطه وعدم تركيزه فى الامور
فتتمايل شفتيها بابتسامة خفيفة مائلة وترفع نظارتها 000!
فقالت له ممكن سيد000!
اسمى عمر 000! عمر حسين
فتبسمت ثانية وقالت له ممكن تأتى معنا وسيقوم سعيد بتوصيلك 000! نظر اليها 00! قبل ان تلبس النظارة ثانية
بسم الله ماشاء الله عيون جميلة تبارك الله أحسن الخالقين 000!
فقالت له ما سبب قدومك لأنقرا ؟
جئت الى القاهرة فى عمل بعثة لمدة 6شهور
فاستغربت وسكتت 000! فقال طارق 00! يا مان نحن هنا فى أنقرا
بعتذر يارجل أنا هنا فى أنقرا فى عمل 000!
وهو ينظر اليها فى المرأة فأحست بذلك 000! تتغارب بعينيها شروقا وغروبا وتأتى اليه فتجده ناظرا اليها 000! ولكن لم يبقى فى قلبها متسع 000! فقد امتلئ قلبها بالأحزان
وأمام بيتها وقفت السيارة 000! نزلت هى والاولاد وأخذ سعيد الاستاذ عمر الى الفندق 000! وهما فى الطريق تباحث الاثنين التعارف فاكتشف أنه مصرى مثله 000!

وأثناء تداول الحديث عنها 000! عرف

أنها تسكن مع والدها 000!
وأن طارق ورهف ليسوا أبنائها
ليقف أمام تلك الدهشة



-4-
دخل عمر الفندق وكان فى استقباله المنسق الرسمى للبعثة المصرية 000! وقابل باقى الفريق المصرى 000! بعد أن اتصلوا به ليتقابلوا فى الكافتريا 000! بدأت عملية تحديد الاجندات 000! وكيف يتم البدء بوجود المنسق الرسمى 000! وعمر شارد فى تفكيره لقد أتى من مصر وفى فكره كم من الحزن والهموم 000! ولكن صورة راما ظهرت على سطح تفكيره 000!
وبدأت تأخذ مساحة كبيرة من تفكيره 000! كان يقول لنفسه أن الرومانسية التى سادت فى الستينات فى مصر أصبحت غير باقية 000! أمام التغير السريع الذى أحدثته الانفتاحية ومعاناة الشعب أمام الحاجة وتغلف القوالب الثقافية فى فكر ساد أن يقع 000! كانت الحقيقة الظاهرة فى مخيلته 000! هى بملامحها التى أخذته الى عالم لايود الرجوع منه وأن يترك قلبه أسير
تلك الحالة من القرب للذات 000! فالحب ليست فلسفة تصيب صاحبها بالعناء أحيانا 000! ولكن قد يكون لها خطوات واستباقيات 000! فالحب هو ما قرب من الحيثيات 0000! تأتى بأحكام قبل أن نفتح ملفات 0000!




وهو فى جولة فى إحدى المصارف التركية بأنقرا من فعاليات البعثة 000! والسيارة تأخذهم الى الفندق 000! وهى تمر من أمام بيتها000! يتذكرها ونظارتها السمراء 000! لون عينيها حينما خلعت نظارتها 000! إبتسامتها المائلة بلحن عذب 0000!
وتكرر المشهد كثيرا بل شبه يوميا 000! قلب بدأ ينبض ويخفق 000! ويريد أن يتكلم 000! كانت الاشراقة وليدة صبح جميل أزال ظلمة ليل 000!
حاول دخول ذلك البيت 00! وكان سعيد المصرى سبب زيارته 000! ليدق جرس البيت الكبير 000! فتفتح الخادمة وتسأله 0000!
فلم يجد سعيد 000! فقالت له الخادمة 000! انه مع الانسة راما فى مشوار 0000! وكأن قلبه يرقص حينما سمع كلمة أنسة 000! طلب رقم هاتفه 000! فأعطته له 000
ظل سعيد ينتظر أمام البيت 000! ساعات حتى وقفت السيارة 000! لينزل من السيارة شخص يبدو عليه علامة الثراء 000! وتنزل راما من جانبه 000! فيراها من بعيد 000! فيذهب الى سعيد
ربما يعطيه تفسيرا لما رأته عينيه وأحزن قلبه



-5-
أحس عمر بالخجل من نفسه 000! وهو يتباحث مع نفسه لأنه لم تكن النية 00! فى رؤية سعيد 000!وإنما أتى لكى يراها 000! فرح سعيد برؤيته 000! وأخذه للداخل ليتحدثا سويا 000! وظل يسرد بعض القصص والحكايات عن مصر 000! وأنه هنا منذ عشرة أعوام وهو يعمل مع السيد محسن والد راما 000! وهما يشربان الشاى فى حديقة البيت 000! صوت عال وكأنها مشدات كلامية بصوت مرتفع 000! فينصت عمر للصوت 000! فيقول له سعيد


إنه الدكتور مجدى خطيب الانسة راما دوما يتشاجران 000!


ساد الصمت وغضب تولد فى داخله وكأنه صوت الألم والدهشة 000!


وخفض عمر من صوته وظهرت عليه علامات الضجر والصمت الذى




يدوى 000!وتنحى الكلام عنه جانبا 000! ليسأله سعيد مابك 000! فيفصل الاجابة رنين هاتفه 000مكالمة من القاهرة إنها والدته 000! فدارالحديث عبر الهاتف وبعد كل السؤال والاحوال قالت له يابنى خطيبتك تريد أن تتكلم معك 000! أدار الحديث وكالعادة لم يصلا فى اتفاق كلامى 000! وقتها وهو يتحدث معها تنزل راما بخطوات مسرعة وعليها علامات الغضب 000! وتنادى على سعيد 000!



رجاءا لنذهب الى المدرسة لنأتى بالأولاد



فتجد عمر ويتحدث فى الهاتف



قائلة له ابقى مع ضيفك وهات مفاتيح السيارة



حينها أنهى عمر المكالمة 0000! عذرا سيدتى سأنصرف



ولكنها أصرت أن يبقى السائق وستذهب بمفردها



أحس عمر بتجاهل فهى لم تسلم عليه ولم تتذكره000! مشى ومشى معه سعيد وفى صمت مرير



سأله الاولاد طارق ورهف أولاد من ؟



أولاد أخيها الذى توفى فى مصر وزوجته أثر حادث 000!



وهى التى ترعاهم بعد رحيله 000! إعتادت أن تعيش الهموم ولم تنعم بالسعادة 0000! وهذا الدكتور كثير المشاكل معها 000!



ولكن لم تستطع أن تٌغضب والدها
وأين الاولاد



فى مدرسة خاصة



جمع عمر من خلال حديثه معلومات أنها معتادة الذهاب الى أحد النوادى مع الاولاد فى أيام معينة فى الاسبوع 0000!



وهو الاخر لم يكن الحديث مطمئن مع خطيبته 000! التى لم تتفق معه فى أى حوار 0000! ودائما تقول ماما تقول كذا وكذا



رجع عمر فى شروده بعد اشراقة حب 000! أخذت النور منهجا وحديثا يحسبه من أحاديث المساء 0000! ولكن شمس نهاره أذاقته حرارة من ولع الايام ليستفيق 000! على فوارق وتباعد وحب لن يدوم سيمضى مع اشراقة صبح جديد 0000! بدأ يكتم الحنين فى قلبه لتكوى ضلوعه بنار الأسى 000! فلا أمل ولا إشراقة



تعاكف مع ظل يومه وأفراد البعثة 000! فالكل يريد الحركة وهو يرفض



ولكن! لم تزل عوامل الجاذبية الكونية التى يعيش فى مجالها 000! يوهم نفسه أنها خيال وضربة من سراب 0000!



تنحى عن قلبه جانبا مستحكما للعقل



وماذا يجدى من القرب والتلصص حولها أهى النظرة فقط



وافق على الخروج فى نزهة مع رفاقه 0000! وهم فى السيارات الخاصة يمر من أمام النادى الذى أبلغه سعيد به أنها معتادة الذهاب اليه 000! طلب النزول من الباص وأخبرهم بأنه سيلحق بهم 0000! دخل النادى وأخذ ينظر الى كل الوجوه 000! ربما يجدها



فلم يجدها 000! ساعات تمر أيقن أنه لاأمل ولابد الذهاب فيجدها 000! تنزل من السيارة ومعها الأولاد



فينادى عليه طارق



يارجل تعالى نلعب سويا



أحس برعشة تجتاحه 000! وهو يقترب منهم ويراهم 000!



فيقول لها فرصة سعيد ة سيدتى



فتقول له وأنا أسعد



هل هى أول مرة تأتى هنا ؟



نعم



وتركته لتذهب الى ترابيزتها






-6-
أخذت راما مقعدها المعتاد 000! ولكن عمر مازال ينشد أملا فى داخله ذهب مع طارق ورهف للعب 000! والجرى المتواصل وكأنه أخرج هؤلاء الاطفال من أحزانهم لفقد أبويهم 000! وهى تشاهدهم من بعيد تبتسم وتنظر اليهم تارة وتارة أخرى تعيش فى محيط أفكارها000! حتى وصل لنهاية الوقت فقالت له



أستاذ عمر أنت فى أنقرا فى عمل 000!



أنا فى بعثة لمدة شهور هنا 000! وأعيش فى فندق فى وسط المدينة



مصر كثير حلوة كان أخى يحكى عنها كثير عن جد حلوة كثير



أنسة راما أنت شامية0000 نعم يارجل



شو ما عرفت من هالحكى



أنا شامية وأعيش مع أبى من سنين هنا كل أعماله هنا



كان أخى أقرب إنسان لى فى الدنيا ولكن إرادة الله أحببت مصر لأنه كان يحبها 00



عموما أنا تشرفت بك أستاذ عمر000!



أنا لى الشرف أنسة راما



ممكن تسمحى لى أرى الاولاد من حين لأخر



بكل سرور 000!



فتنادى رهف_ ماما هل سنذهب سويا لنشترى هدية عيد ميلادك اليوم 000! فترد عليها نعم حبيبتى




فيقول لها عمر00 كل سنة وأنتِ طيبة وسنة سعيدة وعيد ميلاد سعيد



أول إبريل عيد ميلادها إنه غداً



رجع عمر وشغله الشاغل عيد ميلادها 000! وكيف يقول لها كلمات لايعلم تفسيرها سوى ترادفات لواقع يعيش فيه من همس الانين 000!



كان إلحاح طارق ورهف شديد لحفلة عيد ميلاد ماما راما التى أصرت هى أن ينادونها بماما بعد وفاة أبويهم 0000!



ولكن راما أمام دومات الحزن تقف وحدها ترتشف من سنين عمرها ألم فى فراق توأم روحها أخيها ولكنها تقوى أحيانا من أجل الأولاد طارق ورهف 000! استقرت ألا تغضبهم وستكون حفلة بسيطة هى وهم وجدهم 0000!



ومع عمر نسير ورائه لنعرف ما يٌشغل باله 000! ظل مسافات يسير فى المدينة ليبحث على أجمل هدية يهديها لها 000!



وقبل أن ينتصف الليل 000! وراما فى سريرها تستعد للنوم الذى فارقها 000! ورهف وطارق فى أحضانها 0000! يرن هاتفها



برقم غريب000! فتتعجب بدهشة هى المقبولة فى عالم الأعذار



فتجده عمر



أنسة راما بعتذر ولكن أحببت أن أكون أول من يقول لك



عيد ميلاد سعيد وكل سنة وأنت طيبة العمر كله لك



كانت مفارقة غريبة ودهشة ربما بعد قليل تكون اشراقة لعهد جديد 0



وفى اليوم التالى كان فى بيتهم يجلس مع سعيد 0000!



قبل حلول المساء 000! وهى قادمة من الخارج فتلمحه مع سعيد 000! فتذهب اليه لتشكره على اهدائه



فتقول له من أين عرفت رقم هاتفى ؟



بصراحة من طارق 000! هل هذا أغضبك ؟



لا أبدا



ممكن تقبلى منى هذه الهدية 000!



ترددت راما قليلا 000! بعتذر أستاذ عمر لن أستطيع أن أقبلها



ساد الصمت 000! ونظرات من نوع أخر ولكن أمام نظرات الحزن فى عينى عمر 000! أخذتها راما وانصرفت 000! ومن بعيد يتلاحظ الموقف فيراها الدكتور مجدى 000!



فيذهب مسرعا الى عمر ومعه سعيد






-7-
نظر مجدى الى عمر باستغراب 000! ونظرة متعالية 000! وقال يا سعيد جهز السيارة 000!
كل علامات الضيق ترسمت على وجهه 000! وماهى الا لحظات وبدأت المشدات والأصوات العالية ترتفع 000!
فى حوار شبيه بتجريح لراما 000!
من هذا الشخص حتى تقفين معه وتبتسمين اليه؟
أنت إنسان مريض 000! وسيقتلك سوء الظن الدائم للأخرين 00!
سمع الأب تلك المشدات ونزل بسرعة على أحداث هذا الضجيج 00!
وضع مجدى شرطا بإنهاء سعيد من خدمته وفصله من عمله
فإعترضت راما ومن بعدها أبيها 000! وبدأت المشكلة فى التعقيد وتوتر العلاقة بينها وبين الدكتور مجدى 000!
لم يرضى سعيد أن يكون سببا فى هذا الخلاف العائلى حتى جهز كل أمتعته وذهب الى أبيها 000! برجاء الموافقة على عودته لمصر لظروف تقتضى تواجده بين أولاده 000!
وبعد رفض مرير من الأب إتصل به سعيد وهو فى المطار أنه متوجه الى مصر راجيا منه ألا يغضب منه على فعله هذا وأن الذى يهمه مصلحة راما فهو الذى رعاها طوال هذه السنين 000! فزعت راما بمعرفتها هذا الخبر 000! ولم تجد متسع من الوقت 000! اتصلت بمطار أنقرة وتركت له رسالة لتمنعه من السفر وهى فى الطريق اتصلت على عمر حتى يٌقنعه بالبقاء 000! أجاب سعيد مسرعا بالتوجه الى المطار 0000! أحس سعيد بأنه السبب وضاق صدره من الحزن 00! يأمل أن يلحق به
وجده وهو يغادر الصالة متوجها للطائرة 000! يمسك بيديه ودموع تختنق فى صدره تريد أن تتساقط من عينيه راجيا منه أن يسامحه 000! وأنه سيحمل ذنب فصله من عمله 000! ثم يردفه سعيد القول يا أستاذ عمر اشتقت إلى أم الأولاد يارجل والاولاد 0000!
ثم يمسك بيديه 000! قائلا
لم تتيح الفرصة لنا التعرف فى مصر 000! ولكنى سعيد سعادة لأنى تعرفت عليك فى تركيا وسنتقابل إن شاء الله فى مصر 000!
فترد راما_ وأنا
فيلتفت اليها عمر وسعيد 000! فتبتسم ونظرات باسمة بعيونها الملائكية
وأنا ستتركنى ألم تعلم أنى مازلت محتاجة دروس فى القيادة 000! وأنا سجلت مخالفة مرور بسببك عمو سعيد
أنسة راما أرجوك لاتضغطى على سامحينى 000!
لن أسامحك يارجل سترجع معى
ينظر اليها عمر قائلا
أنا السبب فيما حدث أوعدك لن أظهر فى حياتك حتى لا أٌسبب لك المشاكل
اتصل الوالد وحمد الله على عودة سعيد وهم واقفون أمام المطار نادت راما على عمر ليركب معهم السيارة
رد عليها
إعذرينى لن أستطيع سأبقى بعيدا حتى لاتحدث مشاكل
نظرت اليه بعيونها الجميلة قائلة له
شكرا على هدية عيد الميلاد
فأردفها القول عام سعيد وكل سنة وأنتِ بخير
وضعت راما يديها على صدرها لتحبس الألم سائلة نفسها من هذا الرجل لماذا كل هذا أشعره تجاهه هل لأنه يذكرنى بأخى فى حنانه وصمته وحبه للأخرين
مشى عمر على قدميه من المطار كان يريد الحديث مع نفسه 000! سائلا نفسه هل يحق لى أن أٌحبها وهى ليست لى ومخطوبة لغيرى هل هذا جٌرم ماهذا الذى أعيش فيه ولماذا التعلق بها ودوما قلبى ينتفض اليها شوقا
ولكن من يحب بصدق يخاف على من يحب
لتبقى إشراقة حب تجمعت بعد ظلمات ليل طويل لم تستهدى فيه نجوم ليل لتفتح نافذة فى قلب عمر وراما لتوحى بشروق حب وعاطفة غير مفسرة وغير مرتبة ربما أولدتها صدفة اللقاء وتجيش أحزان فى صدورهما فهل هذه الاشراقة ستلهبها شمس النهار لواقع دائما ينظر الى الحب فى فلسفته أنه إشكاليات وحيثيات لا تحكمها قوانين فباتت العواطف ليس لها ما يقودها ولا يستشعرها الا من عاش فيها



-8-
أصبحت المعادلة الحيايتة صعبة التعايش لكن الإيمان بالحب 000! رحلة صامتة نضع الاحزان حينما تٌدبح مشاعرنا وتنزف ولايقدر أحد على مداوتها غير الأقدار لأننا فى مجتمع متدين لابد أن نؤمن بالقدر خيره وشره لنصل الى الطمأنينة الحياتية والتعايشية
بدأت اشراقة حب بفيض مشاعر على قلب راما ولكنها لم تجد لها تبرير منطقى لتضعها فى ميزان الحياة فهى مخطوبة لشخص أجوف لايعرف للقيم الانسانية معانى ولا أهداف سوى الانانية والاستبداد فى الرأى ولكنها بدأت فى رحلة المعاناة لغياب عمر فقد انقطع كل شئ عنه ليمضى شهر دون أن تراه 000! دائما تتحاور مع سعيد من قريب وبعيد للسؤال عن عمر 000! ولكن خجلها يمنعها فى تمادى الحديث والسؤال عنه لتصل الى قناعة أن الدنيا تعاندها ولن تضحك لها وسيبقى الحال هو الحال 000! أيقن سعيد وفطن الى القصة من ملاحظته فهو نقطة الوصل بين الاثنين أن عمر وراما فى اشراقة حب وقد جمع بينهما نسيج من المشاعر 0000! جلس سعيد مع نفسه يتأمل وينفطر قلبه على الاثنين وهل سيتسجيب القدر لتأوهاتهم 000!
أما عمر كان قراره البعد 000! ولكنه يراها من بعيد دون أن تراه فى النادى وأمام البيت وراما تقرأ كتابها وهى جالسة فى النادى يراها من بعيد ليتشبع قلبه بنظرات لتدوى فى مسامع قلبه فهى سيدة قلبه وامليكته
وهويسرع الخطى حينما شعر أنها رأته 000! وقفت راما بدهشة تنظر اليه من بعيد لتعرفه من ظهره 000! وهو يسابق الخطى كالطفل الذى ارتكب خطأ 000!فتذهب الى أمن النادى وتراجع تسجيل الدخول فتجده فى كل مرة هى كانت موجودة فى النادى 000!
الليل بأرقه يفتح سحابة من المشاعر تتأمل وتتباحث مع نفسه 000! فى أمره ثم فى الصباح تطلب نمرته الجديدة للموبايل من سعيد 00! فينظر اليها سعيد بصمت ولكنه تعود فى عمره معهم ألا يرفض لها طلب ولا أبيها 000!
أنسة راما أنا أعتبرك مثل ابنتى التى دائما أخاف عليها 000! صدقينى ان عمر يتألم ويعيش حالة من الحزن انه انسان طيب القلب لديه مشاكل كثيرة فى مصر وخاصة مع خطيبته 000! سمعتها راما بدون ادراك ولكنها أيقنتها فى المرة الثانية 000! فقررت بعدما كادت أن تتصل به لتكلمه ألا تتصل به ولكنها يأخذها الحنين 000! فتتصل به أحيانا ولاتتكلم وفى كل رنة تقول له شئ وتوحى له دون أن تتكلم 000! أيقن عمر بإحساسه أنها هى ودائما ينتظر رناتها وخاصة الرابعة لانها من القلب الى القلب 000! رضى أن يعيش الأسى وعذاب الحب دون أن يقتحم حياتها فهو يريد أن يراها سعيدة 000! وعاش بقناعة رضا العاشقين 000! ولكنه أحيانا يتلصص فى رؤيتها من بعيد ويعيش يومه فى انتظار رناتها المعتادة 000! ربما تقول لهم الدنيا كلمات 000!

كانت البعثة المصرية فى زيارة ميدانية لأحد البنوك 000! لمعرفة أوجه التطور المصرفى التنموى للقطاعات الانتاجية وسيارات البعثة فى الخارج لتأخذهم الى الفندق 000! وفى الطريق تتعرض لهجمات ارهابية تستهدف البعثة المصرية 000! تحت تهديد السلاح تم اختطاف عشرة من أفراد البعثة الى جهة غير معلومة وكان من بينهم عمر 000! ولم تكشف عن هويتهم والى أى جماعة ينتمون وما الهدف 0000! انتشرت قوات الامن بكثرة وقوات مكافحة الارهاب 000! وعلم السفير المصرى بأنقرة بالحادث 000! وتلقت وزارة الخارجية المصرية بيان بما حدث 00! وفى عصر اليوم بعدها بساعتين تم الاعلان فى وكالات الانباء عن الحدث 0000! وبدأ الحراك السياسى والدبلوماسى 0000! فى تقويض البيانات 000! ولم تٌعلن أى جهة عن المسئولية 000! وفى مساء اليوم وراما تحاول أن ترن عليه بهاتفه 000! تجده مغلقا 000! فتتعجب من هذا الامر 0000! وفى اليوم التالى 000! تسمع ضجيج وصوت التليفزيون 000! وهى تحمل طبق الطعام المفضل لطارق ورهف 000! وتذهب الى صدى الصوت وتنادى على طارق ورهف 000! والكل فى صمت وهم يتابعون المذيع 0000! لتسمع بأٌذنيها هذا النبأ الحزين أن عمر من ضمن المجموعة وتأتى صورته على التليفزيون مكبل بيديه



-9-
والسلاح مصوب على رأسه 000! فيقع الطبق من بين يديها على الأرض وتشعر بقبضة فى صدرها 000! وكأنها صدمة 000! فينظر اليها مجدى باستغراب وضيق وتتوالى النظرات الى أبيها فينظر الأب اليها أيضا بإستغراب 000! فهو الأخر حزين على هذا الشاب 000! فيأتى سعيد مندفعا يا حاج هل هذا صحيح ؟000! فيتمتم الاب بإيماء نعم يابنى

فيرد مجدى ماذا تنتظر ؟ أنتم تستحقون أكثر من ذلك ألم تكن بينكم وبين اسرائيل معاهدة سلام ومنعتم كل شئ عن إخوانكم العرب

فيرد الأب يابنى الشعوب تختلف عن الأنظمة 000! اذا كان النظام فاسد فالشعب المصرى يحب الشعوب العربية والشعوب كلها إخوة
الله معه فى هذه المحنة 000!
ذهبت راما الى حزنها الشديد ودموع تنهال لأول مرة فى مرحلة اشراقة حبها وأهات تدوى بصمت من أجله 000! ربما أحست بأنه أخيها وربما يقول قلبها غير ذلك 000! تمر الأيام ومازال الحراك السياسى فى نزع فتيل الأزمة 000! بدأ صدور الاوامر السياسية فى تركيا بحل هذه المشكلة مهما حدث وإعادة أفراد البعثة سالمين 000! لأنها فى ظل هذه الظروف تحاول تقوية العلاقات مع مصر وبدأت فى طمأنة المجلس العسكرى الذى يحكم البلاد وأنها لديها أجندة لتصليح العلاقات مع مصر بعد رحيل مبارك 0000! تلقى الامر من الحكومة التركية قائد القوات الخاصة والتشكيلات بنفسه مراد علمدار لأنه هو الوحيد الاقدر على انقاذ أفراد البعثة 00! جلس مراد علمدار فى مكتبه ومعه ميماتى باش وعبدالحى جوبان وأطلعهم على المهمة 000! وأنهم سيتوجهون الى أنقرة 0000! وبدأت المعلومات الاستخباراتية 000! من خلال مراقبة الكاميرات وما تم بثه على الانترنت 000! وبدأ فى رسم خطته المعروفة 0000! تأكدت المعلومات أنهم موجودين فى اسطنبول 000! وأن المختطفين مجموعة يهودية متطرفة 000! وتطلب من المجلس العسكرى بعدم الموافقة على مرور سفن حربية ايرانية من قناة السويس والضغط فى مسألة الانفاق على الحدود المصرية وقطاع غزة 000! ومازالت التصريحات تتوالى بين نفى الكيان الصهيونى 000! وطمأنة الحكومة الانتقالية فى مصر على أبنائها وثقتها فى الإخوة الاتراك فى حل الأزمة 0000! وفى احدى المزارع ذات المساحات الواسعة والاشجار عالية وكأن المكان ليس به أحد 0000! عمر ورفاقه ينتظرون المصير المقرر لهم 000! ولايعرفون فى أى مكان هم وماذا يريدون منهم 000! نظر عمر فى شرود نفسه إلى أين تسير القافلة ؟ظن أن يخرج مع نفسه فى نزهة وأن هذه البعثة ستخرجه من أحزانه 000! وكان شروق يوما صادفه القمر حينما عرف راما ولكن بدأ الأسى وهٌجران من الأمل 000! ليٌعظم قيمة الحب كمعنى إنسانى وبدأ يسير فى منحنى سائلا نفسه ماهى النهاية ؟
الموت أو الحياة
هى أقدار 000! كان حلمه أن يرى مصر فى ثوبها الجميل حلم راوده000 أبحاثه فى الاصلاح الادارى 000! والمالى 0000! العدو بالنسبة له الصهاينة 000! يتذكر حينما إعتقل فى أمن الدولة وهو فى رفح حينما أراد أن يعبر ذلك المعبر 00أثناء حرب غزة00! لديه إيمان بأن الدم المصرى والفلسطينى دم واحد وهكذا التاريخ يقول أنه كانت الشام ومصر هما سن الكماشة التى صعقت الجيوش التترية والصليبية ، يقول عمر دائما لرفاقه فى مصر إنه عار علينا أن نكون شركاء فى معاهدة استسلام مع الصهاينة ومازال شهداء 67 يصرخون من أجل الثأر ولابد أن نرده لهم
وهو يتباحث مع نفسه عقيدته فى رحلته الفكرية تجاه ذلك 000! أصوات أقدامهم00 ويٌفتح الباب
ليأتى واحد منهم ويأمر رجاله ليأتوا بطعام لهم
فيقول أحدهم
هذا مشيرا بيديه لعمر يرفض الطعام
فيسأله لماذا؟
لأنى لم أتناول طعام من أيادى ليست طاهرة ؟

-10-
توجه اليه بنظرات حقد ولولا أن لديه أوامر بعدم القتل لقتله فى الحال 000! أخذ السلاح وصوبه فى رأس عمر 000! وبدأ بثرثرة من الاهانات وأن العرب دائما أعداء السامية 000! ولكنه مقيد بأوامر وينتظر من قيادته 000!
تتبع فريق مراد علمدار الخيوط الاستخباراتية 000! وبدأت ساعة الصفر لتنفيذ عملية الاقتحام 000! تم اقتحام المبنى بطريقة محترفة 000! وبدأ الاشتباك المسلح وطلقات الرصاص تدوى فى المكان 0000! وعمر ورفاقه فى إستغراب لما يدور حولهم 000! أتى قائد الجماعة بسرعة ومعه واحد من رجاله وأمره بسرعة فى سحب عمر وإلقائه فى السيارة من خلف المبنى 000! وهاهو عبد الحى يتحدث مع مراد عبر اللاسلكى بأن هناك سيارة تحاول الفرار وبها شخص 0000! فيأمر ميماتى وكاظم بتولى أمر من فى المبنى 000! لكى يحاول اللحاق بمن فى السيارة 00! يأتيه اتصال أنه لايوجد سوى شخص واحد مازال فى أيدى المجموعة الارهابية 0000! وتأتى أفرع الامن العام لإستلام أفراد البعثة 000! ولكن عمر مازال فى أيديهم مكبل ويوجد غطاء على عينيه0000!وبدأت المطاردة والملاحقة 000! إتصل الارهابى بقيادته 000! فأرسلوا له تعزيزات فى الطريق 0000! والتحم باقى فريق مراد علمدار مع مراد وبدأت تبادل لإطلاق النار بين الجانبين

طلب الارهابى من المخابرات تهديدا لهم 00! إذا أطلقوا الرصاص فسيقتل هذا الرجل المصرى 000! وفجأة تأتى طائرة عسكرية ويركب فيها الارهابى وعمر 000! وسط تعتيم وتكثيف لإطلاق النار 000! ليزداد الأمر سوءا 000! فيعود الى مكتبه ومعه ثلاثة ممن وقعوا فى الأسر ليتم استجوابهم 000! وأثناء ذلك يخبره أحد رجاله بأن هناك سيدة تريد لقائه
تسمى راما
وتصر على مقابلته
ويأمر رجاله بأن يسمحوا لها بمقابلته


-11-
نظر مراد اليها فقد أخبره رجاله 00! بأنها شامية ولكنها تريد مقابلته بخصوص عمر 000! تعود أن ينظر فى عيون الناس ليعرف الكثير 00دار الحديث فى دقائق وطمأنها أنه بأمر الله سيرجع عمر وسنفعل كل جهدنا لعودته بأمر الله 00تعجب مراد ولكنه أيقن أن هناك شئ ما فى داخل راما تجاه عمر 00وسعيد يصافحه 00راجيا إياه بإنقاذ عمر
_أنسة راما إن شاء الله سيعود سالما وهذا هاتفى فى أى وقت
_شكرا سيد مراد على كرمك يعطيك العافية
رجعت راما وهى تبحث عن أشياء ضاقت بها صدرها تتباحث أمام مرأتها تحدث نفسها ودموع تنهمر على خديها
_كلما أتعلق بإنسان يبعد عنى 00! حتى لو كان قريب 00! فهذا بعيد مادام مجدى أشياء كثيرة تقيدنى بأحبال ولكن الأمل شئ جميل 0

وما بين اليقظة وشرود النفس لحظات لتقطع رهف ذلك السيناريو الحزين وتقترب منها وتضمها الى صدرها وأثار الدموع تكوى وجهها
فتلمس رهف تلك الدموع لتسألها
_ماما لماذا هذه الدموع ؟
_لاشئ حبيبتى

مازال الحراك السياسى يتباحث فى تلك الأزمة وميدان التحرير يطالب المجلس العسكرى بعودة عمر والفضائيات تتكلم بالكثير ومازالت اسرائيل تنفى تورطها بالحادث 00وتركيا تبذل أقصى الجهود لإعادة المصرى 00ومازالت قوى الأمن العام فى تركيا فى حالة استنفار وتليفونات كثيرة للسيد مراد علمدار الذى لم يرتاح جفنه وساعات يقضيها فى استجواب أحد من تم أسرهم00 واستخدام أقصى استجواب معهم حتى نتج عنه معلومات 00أنهم كان لديهم تعليمات بسحب أفراد البعثة الى شمال العراق قبل المداهمة 00 على الفور اتصال بالمخابرات العامة وحرس الحدود بتجهيز طائرة عسكرية لأن هناك عملية خاصة على الحدود العراقية وتكون القيادة للسيد مراد ومعه فريقه الخاص 00وتم التنسيق بين المجموعة الأمنية وتلقى سيادته معلومات استخبارتية من المخابرات فى شمال العراق عن المكان المتواجد فيه المجموعة اليهودية التى تنتمى لجهاز الموساد الاسرائيلى
وبعد غروب الشمس بدأت العملية 00وبدأ هبوط الطائرة وبدأ الفريق بقيادة مراد فى استطلاع المكان 00وأن لديهم ساعة واحدة فى التنفيذ 00

وبدأت عملية الاشتباك فى منطقة جبلية 00وأصوات الرصاص تدوى وتم قطع الاتصال 00وتطويق المكان تمكن السيد مراد من اقتحام المكان وسط تغطية من النيران من ميماتى وعبدالحى 00فوجد عمر مقيد من رجليه ويديه ويوجد لاصق على فمه فحمد الله على نجاح عملية انقاذ عمر 00ومن خلال اللاسلكى تحدث الى عمران لبدء اشارة الانسحاب 00وهو يحاول الخروج من تلك السكنة 00يتمكن أحد المصابين الصهاينة من التقاط سلاحه ويحاول تصويبه 00فتخرج رصاصة 00فتصيب عمر فى ظهره 00ويقع على الأرض 00

ودماء كثيرة تملأ المكان




-12-
تغير وجه مراد وزاد فى عٌبوسه 00تلقى الأوامر بالإنسحاب السريع ولكنه صمم أن يأخذ عمر بعدما تأكد أنه مازال حى ولكنه ينزف كثيرا 0فى لحظات كان كل أفراد الفريق فى الطائرة 00ووجود بعض الاسعافات لوقف النزيف 00واتصل عبدالحى بالمستشفى لتجهيز غرفة العمليات 000كل علامات الضيق مرسومة على وجه مراد فهو لم يفشل فى أى عملية دائما كان النجاح حليفا له 00كل المكالمات الهاتفية رده عليها مطمئنا ولكنه من داخله يخشى أن يفقد عمر 00لم تعطى الحكومة التركية أى تصريحات حول اختطاف عمر رغم وجود السفير المصرى فى أنقرا والاتصال الدائم ووجود فريق أمنى رفيع المستوى من مصر للتباحث وادارة العمليات مع نظيره التركى الذى بدوره طلب الحديث مع السيد مراد 00
أصدر السيد مراد تعليمات مشددة بتعتيم الخبر حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا00وفى جناح مستقل يوجد به عمر فى غرفة العمليات ساعات وساعات والوقت يمضى ومراد ينتظر حتى خرج الطبيب مطمئنا السيد مراد أنه الحمد لله تم انقاذه واخراج الرصاصة من ظهره 00
فرح مراد وعلى الفور اتصل بالقيادة 00التى أخبرته أن الوفد المصرى يريد مقابلته 00
شئ غريب أحسه مراد كان فى عهد مبارك تأتى النعوش الطائرة بجثث المصريين فى حرب العراق وايران وترفض السلطات استلامها 00
أما اليوم ماذا حدث؟
هذا السؤال سأله للوفد المصرى الذين ردوا عليه
مصر اليوم فى ثوبها الجديد رجعت الى أبنائها بعد غربة ثلاثون عاما
اتفق السيد مراد والفريق الامنى على التباحث وبقاء عمر حتى يمتثل للعلاج ولايتم الاعلان حتى يٌشفى ولو مجرد أيام بسيطة
أما راما الجميلة والحزين قلبها 00تحاول مرارا الاتصال بالسيد مراد وتتردد على مكتبه حتى فى يوم رد عليها
-أنسة راما عٌذرا تعمدت عدم الرد ولكن 00! ممكن تشرفينى فى المكتب 00



على الفور كانت راما فى مكتبه فكان حديثه
-عٌذرا منى هل يوجد صلة قرابة بينك وبين عمر
فأجابته
-لا لايوجد وأعلم ما تقصد بسؤالك
-أسف وبعتذر أنسة راما ربما تدخلت بشئ لايعنينى ولكن أحببت لو شئ أستطيع أن أفعله 00هذا فقط وعذرا مرة أخرى
-سعيد السائق هو مصرى أيضا وكان يأتى لزيارته فحدث نوع من التعارف 00ارتبطنا به وحزنت لما هو فيه الان
-هل تعدينى أنسة راما ؟
-أعدك سيد مراد
-عمر مصاب ومن أجل حياته هو فى المستشفى ولكن انا وعدتك ستأتى معى لترينه ولكن رجاء لا أريد أحد أن يعرف حتى سعيد حرصا على حياته 00
أحست راما بقبضة شديدة فى صدرها وتألمت فى صمت ولم تستطع أن تنطق بكلمة واحدة 00
انتظرسعيد فى مكتب السيد مراد وذهبت معه الى المستشفى 00
دخلت عليه وهو نائم على سريره والاجهزة الكثيرة حوله 00ودموعها تتساقط على وجهها لتكوى حرقة وألم اقتربت منه وهى تنظر الى ذلك الانسان الذى أمامها 00تنظر الى صمته 0تنظر الى جهاز الموجات لتعرف قلبه اقتربت أكثر00 يديها ترتعش تخجل من أن تلمس يديه تفزع تتقدم وتنسحب ودموع تختنق وألم صامت يصرخ مع كل صرخة ألم00 لمست يديه لتقبلها وتروى دموعها يديه لتتكلم بعينيها الجميلة ويصدقها قلب صادق يعانى فراق الأخ ويشعر بأنه وحيد فى هذا العالم
(من أنت أجبنى من أنت؟00! ولماذا أخذتنى وتركت الايام لماذا ؟أنت غريب أيام وسترجع الى بلدك ماذا تريد منى ؟لماذا أرى صورتك دائما أمامى نظرات عيونك الغريبة التى لم أعهدها لماذا جعلتنى بعد كل هذه السنين أن أسأل على انسان ولم أعرفه ولكنى أشعر أنك قريب فلماذا ما تفسير نظرات عينيك لماذا لا تنظر لى أجبنى 00! )
وهى تتحدث مع نفسها فى صمت وخفتان صوتها00 يرمش عمر بعينيه ويٌغلقها مرة أخرى فتترك يديه بسرعة وكأن الايام فزعتها بصدق مشاعرها لتتوارى عنه 00تحسبا لألام الايام
-13-
وكأنها الاستفاقة اللحظية ليعود فى غروبه عن الواقع 00كان تأكيد مراد على راما بعدم التحدث مع أحد 0000تتوالى الأيام وتمر المحنة والأيام الصعبة 00والأهل فى مصر فى استباق مع الأيام 00فى وقت الشدائد تظهر معادن الناس 00أيقن أهل خطيبته أنه لاأمل فى رجوعه 00وفى حزن قلب أم على ابنها الغائب 00لتسمع الأم أن خطيبته تم خطبتها لغيره بما يوحى أنه مات ولن يرجع 00حزنت الأم وبكت فى صمت ليلها 00تتسأل أين ولدى أين عمر؟
أين000!؟

بدأت المرحلة الصعبة فى العلاج 00وبدأ عمر يستفيق من ألامه 00فى احدى المستشفيات العسكرية يخضع للحراسة 00يتسأل دائما أريد الخروج 00وبدأت حالة الارتياح الدبلوماسى لشفاء عمر 00جلس ينظر من نافذته الى تلك الأيام برغم ما حدث فيها إلا إنه بها شئ جميل تتعلق بها الروح
هى
راما
يسأل نفسه كان حلما جميل لقد تشابكت يدى بيديها 00وأهدتنى وردة ياله من حلم جميل 000
دخل مراد عليه مبتسما 00قائلا له
_ يارجل كيف حالك ؟ 00مارأيك أن تترك العمل فى البنوك وتعمل معى فى المخابرات والقوات الخاصة 00
_كل الشكر لك سيد مراد على جهودك وأنا لى الشرف
بلدى مصر فى حاجة اليوم لكل أبنائها لقد عادت لنا بعد غربة وحرمان تنادى علينا اليوم
_فعلا أخى عمر مازالت هناك تحديات كثيرة ولا نعلم ماهذا الذى غير مجريات الأمور فى العالم العربى
ما يحدث فى ليبيا شئ يحزن له القلب
_فى السبعينيات كان أبى يعمل فى ليبيا وغمرنا الخير من ليبيا فهى صاحبة فضل وتصادقنا مع أهالينا هناك
إنها بلد عمر المختار
الشعب الليبى شعب حر دافع عن ترابه ضد الايطاليين 00شعب واحد لايعرف الانقسام وسينتصر بأمر الله على تلك الحرب الصليبية وسينعم بالأمن والأمان
_عموما عمر معى ضيف يريد أن يراك
فإذا بها أمامه
حاول أن ينهض 00فاندفعت نحوه على غير تفكير
لالا تتحرك مازالت جروحك لم تلتئم 00

وكأن فزعتها عليه 00! أصابت قلبه بشئ جميل



خفضت من رأسها وعينيها تغرب من هنا الى هناك وكأن العين قد تفضح صاحبها فالنظرات قد تعبٌر جسور من الصمت الى صراحة الكلمة 000

_أنسة راما أن بشكرك على إهتمامك وكرمك 00وأعلم أنه بقى لى القليل هنا وسأرجع الى مصر ولكن أنا فعلا سعيد بمعرفتك
نظرت اليه_ أنا أردت الاطمئنان عليك والحمد لله أنك بخير 00ولكن يجب أن أراك قبل رجوعك لمصر

ان شاء الله
ان شاء الله

_كنت قلقة عليك 00
_لقد رأيتك فى حلمى 00


_كيف رأيتنى ؟

ساد الصمت المرير وكلمات تختنق ولم يستطع الكلام
_ كيف يا عمر ؟

بعتذر أقصد أستاذ عمر

_ وكأنك أتيت لزيارتى فى المستشفى ؟


نظرت اليه نظرة تريد أن تتكلم وأول مرة تتلاقى العيون فى هذا المشهد الجميل وخفقان القلب وكأنها لحظة لقاء حب تولد فى اشراقة بعد ليل طويل وبدأ الهمس بلغة العيون


ولكن ميعاد العلاج هو الذى قطع حبل الزمن ليفصل حالة نعيم الحب حينما تتكلم العيون بلغة القلوب

خرجت راما من عنده فيجد هاتفه برسالة


(عمر إنه لم يكن حلم بل حقيقة وسأكمل مالم تقوله وأمسكت يديك وقبلتها )


فأرسل لها رسالة


(أنت ملاك الروح )



-14-

جلست راما مع نفسها تحاسبها (00لم ينشغل القلب بأحد طوال هذا العمر سوى أخى وقد رحل) 00هل الحب يعنى الرحيل؟00 حتى لو أنى أٌحب
عمر فيوجد مجدى يحجز عنى أنفاسى وفى الأخر سيرجع عمر الى بلده ولن أراه 00


هكذا حدثتها نفسها عن واقع تتعايشه

0
ولكن الحياة دائما وليدة التغيير 00والحال لا يبقى على حال



رجعت راما الى بيتها ذات يوم 00ومعها
طارق ورهف 00ويحمل سعيد بعض طلبات البيت وملابس للأولاد 00
فتنادى :-



عمو سعيد رجاء ضع هذه الاحتياجات فى مكانها ونادى على الخالة تحية مربية الاولاد لتأخذهم 00
فينادى عليها والدها

00راما


نعم بابا

لقد تكلم
مجدى معى اليوم ويريد تحديد موعد لعقد القران 00
تغير لون وجهها 00وساد الصمت المرير ولم ترد وكأنها فى سبات وصمت مرير 00وكأنها لم تعد تفكيرها فى تلك اللحظة وماذا ستفعل ؟



صعدت الى حجرتها لتمسك بوسادتها وكأنها بالنسبة لها الأم التى تحتضن بنتها وتدمع عينيها لتروى وسادتها
00وكأن الفرحة لا تريد البقاء 00لتبعد بو هجها وسطوعها عن قلب أبيض لايعرف تقلبات الأيام 00فلم يعهد من الايام سوى الاسى 000
ليلة موحشة تجسدت فيها كل ألوان الحزن 00خرجت الى البالكونة 00ربما تتنفس هواء جديد 00تنظر الى رسالة عمر على الهاتف وتقرأها مرات
(أنت ملاك الروح)


تبتسم وتبكى 00تحاول الاتصال به فيتكلم


ألو

فتغلق الخط


شعر

عمر بالقلق فهو يخشى الاتصال بها حتى لايسبب لها مشاكل


اتصالات ورنات وينغلق الخط


شعر عمر بأسى فى قلبه 00يحاسب نفسه( هى مخطوبة أنا بفعلى هذا أضرها لا أكون فى صالحها 00

)


وبدأ الاثنين فى مرحلة يأس وعتاب داخلى 00من أجل الأخر


ولكن الحب هو سيد المكان


وهى جالسة فى البالكونة 00لمحت ضوء من حجرة سعيد فى الحديقة وهو جالس فى الحديقة يعزف على الناى

00فهذه هوايته المفضلة 00


نزلت اليه وسارت اليه فرأها


فوقف مرتجفا


أنسة راما هل يوجد شئ ؟
لا عمو سعيد لا شئ


أنسة راما هل أفاد السيد مراد شئ عن عمر 00
أهله فى مصر يريدون أن يعرفوا حتى لو كان مات يريدون جثته 00وكثيرا يتصلون بى ورفاقه فى البعثة

عمو سعيد ألم تتصل بك خطيبة عمر لتسأل عنه ؟
أرجوك يا أستاذة راما

انها لاتستحق الحديث عنها

لماذا عمو؟
لقد تزوجت منذ أسبوع من انسان غير عمر ظنا من أهلها أن عمر مات 000

!


نظرت اليه بدهشة ولم ترد 000

!


وهاتفها على الترابيزة الصغيرة 000ويناولها سعيد كوب الشاى الذى أعده لها


يرن الهاتف فيلمح سعيد على فجأة اسم عمر


فينظر سعيد اليها


فتمسك بهاتفها لتنظر فتجده رقم عمر


فتنظر الى سعيد ولم ترد
-15-
كان لابد من المصارحة 00لتبوح بما وعدت به السيد مراد 00لتخبر سعيد بأن عمر لم يمت وهو حاليا فى احدى المستشفيات العسكرية 00فرح سعيد بهذا النبأ وأمام وعد راما له تكتم الخبر 00
وبعدأيام كانت راما فى مكتب مراد وسعيد ينتظر بالسيارة فى الخارج وفجأة يرى الدكتور مجدى يقترب من السيارة 00وعلى فجأة يبدأ فى التبويخ وكلمات بشتائم الى سعيد 00فيقترب أفراد الأمن 000ويتصلون بالسيد مراد ليخبروه بما يحدث 000

فيطلب منهم السماح بالدخول لهم 000فيدخل مجدى مندفع وعينيه تبحث فى المكان على راما فلم يجدها 00وتصيب الدهشة سعيد 000
ليصل فى نهاية الامر الى اقناع مجدى أن لايوجد أحد هنا وأن سعيد جاء لى ليسألنى هل هناك أخبار عن عمر أم لا
ولكن مجدى لم يتفاهم 000
وتغلظ صوته 00
فرد عليه السيد مراد
_إن لم تفهم ما أقوله فدعنا نجعلك تفهم بطريقتنا
ومن بعدها بدأت المشاكل تدق ناقوس من الخطر 00وأيضا بالنسبة لسعيد ولكنه يتحمل من أجل عمر
طلب عمر من السيد مراد أن يخرج من المستشفى 00فقد هلك فكره 00لم يعد يرى راما ولا يسمع صوتها 00وضاق صدره من الأسى وبدأ رحلة من الكأبة تسيطر عليه
وسعيد هو الأخر قلقان عليه 00وفى يوم طلب رقم هاتفه من راما 000
ولكن راما قالت له
"عمو سعيد لقد كسر مجدى تليفونى وبما فيه من أرقام "
وفى ساعة متأخرة من اليل وهى جالسة فى حجرتها ورهف بجانبها وطارق نائم على السرير الأخر 00
يرن جرس تليفون البيت ويفصل
لمحت رقم جوال المتصل وتعجبت لماذا لم يتكلم ؟
أخذت الرقم من الهاتف وأحضرت تليفونها لتتصل بالرقم 00
"أنا عمر رجاءا إعتنى بنفسك أن أردت الاطمئنان عليك فقط وعلى الأولاد لى رجاء منك أريد أن أرى سعيد "

-16-
حمد الله على أن عمر بخير 00وجلس بجانبه يتحدث معه
لتنفتح الكلمات التى اختبئت خلف نوافذ الصمت 00

طلب سعيد أن يرافقه فى رحلة العودة الى مصر ولكن عمر 00طلب منه أن يبقى بجانب راما حتى يطمئن عليها 00
وكان لسعيد رجاء أن يخبره بيوم السفر الى مصر 000قال له عمر تقريبا ان شاء الله الاسبوع المقبل 000
شعر سعيد بالحيرة هل يبلغ راما أم لا 000! ولكن ما
الفائدة

وكأن الشمس اقتربت من غروبها ليأتى ليل طويل ربما يعانى فى ظلمته قلوب حائرة00لتستفيق على واقع يرفض ويقول فى اللقاء كلمات 00ولكن ارادة الله هى التى تكون فدائما نفر من قدر الله الى قدر الله000
ينظر عمر من نافذة المبنى وكأن عينيه تنظر الى الى الاشجار 00ولكن قلبه أصابه صمت وأهات تختنق 000فتفتح راما باب الحجرة ببطئ وتردد ولكن عمرها كله يأخذها العقل والتدبر وكأن القلب لايظهر على ساحة أيامها 00فلماذا كان خفقان قلبها لهذا الرجل ؟ ولماذا تأخذها الايام لتكون فى مأزق مع نفسها وتحاوراتها 000دموع تقول تتساقط على وجنتيها 000لتكوى لهيب الأيام 000
ظلت واقفة فى ثبات 00تبحث عن الكلمة لتنادى عليه ربما هو النداء الأخير000وهو أيضا يفكر فيها ويتباحث مع نفسه 00ويأخذه الفكر بأبعاده ودموع تختنق 000تريد أن تنهمر لأنه ربما يتباعد اللقاء 00
فيشعر بأن أحد معه فى الحجرة بالمستشفى 00فيلتفت فيجدها أمامه 00
فتقول له
"عمر رجاء اعتنى بنفسك 00ربما يكون أخر لقاء وسوف أعرف أخبارك من سعيد "
دموع تلمع فى عيون من لون غريب وهى تقول الكلمات وتٌغرب بعينيها غروب وشروق 00انه حياء الحب وزلزال من الأهات تنتفض فيه مشاعر صامته
"راما لم أجد فى حياتى نسمة وعبير صادق 00إلا أنت 00لقد عشت حياة جافة 00تغلظت فيها مشاعر وتحجرت 00لقد بحثت عن نفسى كثيرا ولم أجدها 00لقد وجدت ذاتى وكيانى حينما رأيتك فى المطار لقد فعلت أشياء ضد طبيعتى قد تكون فيها أفعال الصبية لأراك تلصصت لأعرف أين أنت ؟ 00وكأنه حلم جميل 00كنت أحسبه كذلك ولكنه كان واقع جميل لأنك فيه ولكنه العذاب والألام التى تكوى جنباتى وفى لهيبها سعادة لأنها لك أنتِ يا ملاك الروح
"عمر سأمشى ولكن أريد أن أراك قبل أن تغادر أنقرا رجاء 00"
وهى فى المصعد تجفف دموعها 00وعند الدور الأرضى تجد السيد مراد فيسلم عليها 00
" متى سيرجع عمر الى القاهرة ؟"
"ان شاء الله خلال هذا الأسبوع "
وكأنها طبول تدق للرحيل 000طلب عمر من السيد مراد ألا يخبر راما ميعاد الرحيل
حتى كان الميعاد يوم الاربعاء وهو يتباحث مع نفسه يمسك بالجريدة ليتصفح الكلمات ولكن عقله غائب يفكر فى راما
فتقع عينيه على خبر صغير فى الجريدة أن موعد زفاف راما الابنة الوحيدة للسيد محسن على الدكتور مجدى يوم الاحد فى الاسبوع المقبل 00
كل الحيثيات أعلنت أن هذا خبر متوقع من شهور ومن أول الطريق ولكن النفس لا ترضى الا ما يتعلق به القلب
ويأتى اليه ضابط المخابرات المصرى ليقول له هل أنت جاهز
ويقول له
" أستاذ عمر هناك خبر لابد أن تعرفه حتى لاتعرفه فجأة "
فيقشعر جسد عمر وتتغير ملامحه ماذا حدث ؟
"إن خطيبتك ظنت أنك قتلت وتزوجت غيرك "
أخذ عمر نفس عميق وكأنه لايبالى بهذا الخبر وتعجب الضابط

-17-
الحلقة الاخيرة
شريط الذكريات وطريق العودة 00وكأنها عدم القابلية للعودة 00كان يتمنى أن يطول البقاء فى أنقرا رغم الصعوبات وتعرضه لمحاولة القتل 00ولكنه شعر بأنه سيعانى من الرحيل 00لأن الديار تباعدت ولكن الأيام كانت خير شاهد على صدق المشاعر وزرع طيب فى قلوب بسيطة 00كل الأمانى لديها بسيطة 00فما عاد شروق الحب يطفى على حالة من العشق ولكنها ثبات وأنين قلب مولع بشمس النهار ليعقبه فى نهاية الطريق غروب ليحضنه ليل يكوى جنبات من أحب ومشى فى طريق الحب ولكن دائما القلوب بأمر الله
فكانت كلمة عمر التى قالها العقل ولم يقدر القلب على قولها رغم إيمانه بها
نفر من قدر الله الى قدر الله
جاء اليه الطيار ليقطع حبل الأفكار وذهنه الشارد ليقول له
ستقلع الطائرة بعد نصف ساعة
دخل السيد مراد ليعاتبه قائلا
"أهكذا يارجل دون وداع تتركنى عموما أنا جئت لأسلم عليك ربما نلتقى مرة أخرى وكم يقولون بالمصرى
من لقى أحبابه نسى أصحابه "
رد عمر قائلا
"سيد مراد لقد تعمقت مكانتك فى قلبى ولى دين لك لأنك أنقذت حياتى و0000000"
"أعلم ياعمر ماتريد أن تقوله ولكنى أعلم قدر إيمانك بأنه لاهروب من القدر وأعلم يقينا مدى حبك لها ولكنى كنت أتمنى أن أفعل شئ ولكن هذه ارادة الله "
كانت المصافحة قوية وعناق الاخوة وعرفان بالفضل والجميل
"عذرا عمر قبل أن أتركك تليفوناتى معك حتى ان لم تتصل سأتصل أنا بك عن طريق رفاقى المصريين فى المخابرات 00هل لديك أى طلبات أو أوامر منى "
نظر اليه عمر ودموع الرجال تختنق والقلب فى قبضته يدور كأنها الرحايا لتعصر الألم ويخرس اللسان على قولها ولكنها ثقيلة
"سيد مراد أرجوك خلى بالك من راما أرجوك "
وعلى فجأة يأخذ صدى الصوت قلبه لتسمع أذنيه
"وهل أوفيت بوعدك لها حتى تطلب ذلك 00هل كل المصريين مثلك ؟"
تحاول التظاهر بالابتسامة ولكن دموعها تحتبس
خرج السيد مراد ليتركهما
فترتمى فى أحضانه فما عادت قيود تمنع سيل من المشاعر وما أصبحت قيود الحب المجتمعية تعوق ذلك المشهد
ولكن الحب فى عمومه فلسفة قد تصيب صاحبه بالعناء وقد نطلب ونتمنى النسيان فى لحظة عذابه حينما تصل الى الذروة
"عمر لأول مرة فى حياتى أعرف ماهو الحب ؟ويتأكد حديثه لى "
"لا أعلم ماذا أقول ولكن صدقينى ياراما ربما لوكنا التقينا فى زمان ومكان غير هذا ربما قد يكون "
"عمر ساعات أشعر أن أخى لم يمت وهو أنت ولحظات أخرى أشعر بأنك حلمى "
"راما صدقينى ال بيحب انسان يحب يراه سعيد وأنا يكفينى أعيش ومجرد أن أعرف أنك سعيدة 00فقد قتلنى عذاب الضمير وإحساسى باللص الذى يسرق قلب هوليس ملكه لأنك لغيرى "
"خلى بالك من نفسك وطمنى عليك "
"وأنتِ أيضا اعتنى بحالك "
وعينيه عليها من نافذة الطائرة 000وهى تمسح دموعها وصرخات تدوى فى قلب عمر حتى ركبت السيارة مع السيد مراد الذى وعدها أن تراه قبل الرحيل
ودموعه تتساقط على جريدته التى بها خبر زواج راما
ينظر الى نفسه بعين البصيرة والعطف على قلب
مواقف وأحداث لحظية تتغير
حتى بقى بمفرده فى طائرة العودة لتبدأ رحلة من ليل طويل بعد شروق حب
فكانت النهاية
الحب أصبح صديقه ولكن من أحبها باعدت الأيام بينه وبينها

تمت

تعليقات
0 تعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق